كيفه : ” أيها النواب الأمر جلل “

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها النواب الأمر جلل
قرأت مسودة ما يسمى مشروع قانون الكرامة
أو قانون : ( النوع )
أو قيل لى إنها المشروع الذى سيقدم للنواب لإجازته قانونا فى بلادنا ( لا قدر الله )
أسجل ملاحظات فى هذه العجالة نصحا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
أولا – روح هذا المشروع وأسلوبه غريب علينا كمجتع وكأمة ، فليس فى أبجدياتنا زوج وشريك ولا امرأة وفتاة ونحو ذلك من المصطلحات التى تدل أن هذا القانون أعد لغيرنا
ثانيا – روح الصراع المفترض بين المستهدفين بهذا القانون يتنافى مع المودة والرحمة والسكن النفسى الذى تنبنى عليه العلاقة البينية فى شرعنا فهى إما علاقة رحم أو جوار أو مصاهرة وكلها محكومة بجمل من الحقوق التى تنشأ عن دافع ذاتى محفوز بمرغبات شرعية تزيد الفطرة الطبيعية حنانا وشفقة ورقة ، وإن حصل اعوجاج أو ندود عن المنهج السوى جاء الترهيب الأخروى والعقوبة الدنيوية المقررة فى الشرع ليسدا تلك الثغرة
وهذا يدل مرة أخرى على أن هذا القانون أخطأ طريقه وأننا في غنى عنه .
ثالثا – هذا القانون ولد أعرج فهل يصح أن تستقيم حياة مجتمع ويطرد أمره وقد فتح الباب لتفكك أسرته وتدنى علاقتها البينية فلو غضبت امرأة على زوجها أو أبيها بسبب منعها من حضور مشهد ما أو بسبب مصاريف عيد أو غيره لأمكنها أن تشكو وأن يودع السجن إن كسبت القضية فإن لم تكسبها ( فلا غرم عليها ولا خذل )
فبأي منطق يفكر هؤلاء
ألم يدر فى حسبانهم أن هذا القانون يفسد ولا يصلح ويفرق ولا يجمع
رابعا – وهي الأخطر هذا القانون مناقض لشرع الله الصحيح الصريح الذى أحكمه وبينه
فى كتابه وسنة رسوله
كالقوامة التى أعطى الله تعالى للرجل على نسائه وصغار بنيه
وكمنع البنت من الزواج قبل سن الثامنة عشر وناهيك به فسادا إذ يسد باب الحلال والعفة ويفتح للعهر والفاحشة أكثر من باب
ومثل ذلك تجريم الرجل إذا أدب بنته أو زوجه بضرب غير مبرح مما أباحه الله فى الكتاب والسنة .
لقد فرق العلماء بين ارتكاب النهي الشرعى وبين استحلاله
فالمرتكب مسلم فاسق بجارحة
والمستحل مرتد خارج عن الملة
قال النووى عند حديث النعمان بن قوقل ناقلا عن ابن الصلاح : ( الظاهر أنه أراد أمرين أن يعتقده حراما وأن لا يفعله خلاف تحليل الحلال فإنه يكفى فيه مجرد اعتقاده حلالا انتهى منه
فلاحظ أننا مكلفون باعتقاد الحكم الشرعي بقلوبنا
وقال خليل فى الردة : ( أو استحل كالشرب ) الدرير ( أي حراما علمت حرمته من الدين ضرورة أو جحد حل مجمع على إباحته أو وجوب مجمع على وجوبه ) انتهى منه
أليست قوامة الرجل على أهله وتأديبهن وإباحة زواج البنت فى أي سن من هذا القبيل
احذروا – وفقنى الله وإياكم – أن يستزلكم الشيطان حتى تضادوا الله فى حكمه بسنكم أحكاما تخالف منطوق ومفهوم أحكامه التى سن لعباده
واعلموا أن الله تعالى أهلك ثمود جميعا لأنهم رضوا بفعل رجل واحد شريف منيع عقر الناقة
وقد قال القرطبي : ( قال علماؤنا : لو أن أهل بلدة تواطؤوا على ترك سنة لقوتلوا عليها حتى يرجعوا )
وأي تواطئ أعظم من نواب دولة مستندين إلى أغلبية عارمة تسن خلاف كتاب وسنة نبيه
لا قبل لكم أيها النواب بمقت الله وعقابه ولا قبل لنا شعبا وحكومة بحرب الله ( وما يعلم جنود ربك إلا هو )
واعلموا أن رضى الله ورسوله أولى وأحق من رضى الشرق والغرب ( فالله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مومنين )
وفقكم الله وسددكم

أخوكم :
محمد الاغاثة بن مختور
إمام جامع قباء بتفرغ زينة وشيخ محظرته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى