كيفه: ملاحظات سريعة في فوز الثلاثة لمرابط و خطري و ولد الغوث

تتقاطر الأنباء الشحيحة و الشبه المؤكدة بفوز مرشحي أحزاب نداء الوطن و الإنصاف و الحوار بمقاعد النيابيات الثلاثة على مستوى المقاطعة و هم على التوالي : النائب لمرابط ولد الطالب ألمين و النائب خطري محمود و النائب محمد محمود ولد الغوث.
و إن أكدت اللجنة المستقلة للانتخابات هذا النبأ العظيم الذي استعجلت حملة حلف الوفاء الاحتفاء به ، فسيكون له تداعيات سياسية ثقيلة على المشهد السياسي داخل المقاطعة عموما.
فتصدر النائب لمرابط للمشهد السياسي الكيفياوي. في النيابيات أو على الأقل حفاظه على الرتبة الثانية فيها يعني الكثير و الكثير :
يعني إلتفاف طيف كبير من حاضنته الاجتماعية حوله .
– و يعني تحرر الكثير من قبضة العاطفة القبلية و من سطوة شيوخ القبائل و املاءاتهم .
– يعني هزيمة المسلكيات البائدة و الانتصار على ما عبئته المشائخ التقليدية و بعض النافذين متحدة من أجل طرده من المشهد السياسي و سحقه إلى الأبد.
ففي مقاطعة كيفه ثلاث مشيخات تقليدية إحداها حيادية مع حلف الوفاء و تصوت للحزب الحاكم أني كان ، و اثنتان متفقتان على مواجهته و العزم على إقصائه و لو لزم الأمر بالتحالف مع الشيطان
– فوز النائب لمرابط و للمرة الثانية يعني أنّه صار حقيقة ماثلة للعيان لها رؤيتها السياسية بسخائها التنموي و ألفتها مع المواطنين المبنية على بذل اليد و مواساة الضعيف.

أما فوز النائب خطري فهو يدل على :
– بقاء تغلغل نفوذ المخزن في مقاطعة كيفه و قدرته على فرض إرادته في المقاطعة إن أراد ذلك ، فمنصب النائب لا يضاهيه منصب صاحب الجهة و لا البلدية بل هو الأهم سياسيا و لا يمكن أن يفرط فيه الحزب الحاكم.
– يعتبر نجاح خطري و هزيمة صنوه مرشح حزب الحوار ضربة موجعة لزعيمهما في حلف الأصالة و المستقبل الذي كان يروج أنّ باستطاعته إنجاح نائبين في المقاطعة .
أما نجاح محمد محمود ولد الغوث فيحمل من الصواعق السياسية ما ينذر بصيف ساخن على المتاجرين بعناوين القبائل :
– فالرجل أعاد الاعتبار لمكانته و حجز مقعده بين العمائم الكبار بقبيلته و حنكته و “جعل يده العليا ” في هذه المرة بمدينة كيفه خصيصا.، التي صارت تستهويها القبلية و الفكرية و النفعية.
— الرجل يستطيع الآن أن يزاحم مناكب العمالقة من مثله و سوف يطالب المخزن بحصة نسيجه الاجتماعي في التمثيل الحزبي للحزب الحاكم و في التقطيع الإداري و إشراك قواعده الشعبية في إدارة الشأن العام على مستوى المقاطعة.سواء كان على مستوى الحزب الحاكم أو منظمات المجتمع المدني أو التمويلات الموزعة من طرف الدولة.
– ولد الغوث الآن بفوزه هذا و بعد غياب طويل عن المشهد السياسي الداخلي له أن يباهي منافسيه كشخصية قبلية اعتبارية تمتلك نائبين في قبة البرلمان و إن كانا لا يشربان من معين واحد، و عدد كبير من المستشارين في الجهة و في البلديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى