كيفه : القصة الكاملة لمن ساهم في هندسة حراك لائحتي السلام حتى صنعتا المفاجأة

اسطاعت ‘‘ وطني‘‘ من خلال البحث و التتبع لمراحل تشكيل القوّة

الضاربة الآن في مقاطعة كيفه ؛ و خصوصا في بلدية أغورط؛ التي

فاجأت الجميع بنتيجتها الساحقة في النيابيات و دخول زعيمها رجل

الأعمال لمرابط ولد الطالب ألمين إلى قبّة البرلمان؛ و عبور مرشحها في

بلدية أغورط إلى الشوط الثاني.

نقول إستطاعت ‘‘ وطني ‘‘ معرفة العقل المدبر الذي كان حاضرا غائبا

في جميع مراحل نشأة هذه القوّة الضاربة.

 فأوّل إرهاصات هذه القوّة الضاربة كانت قبل سنتين حين قرر رجل

الاعمال محمد ولد اكبيدتمو البحث عن حليف تقليدي جديد يلج به

السياسة من أجل مواجهة عباءته التقليدية هناك ؛ هداه ذالك البحث

إلى لقاء قصير مع الشاب الهادئ المختار ولد بسيف ؛ الذي كان يأمل

منه أن يهديه إلى مفاتيح قلوب كندره؛ فأرشده الشاب بتؤدة إلى

تشكيل ‘‘ منسقية رأس الفيل ‘‘ .

كان لأختيار هذا الإسم وقتها موفقا إلى حدّ بعيد؛ وله أكثر من دلالة ؛فهو

من ناحية فيه مغازلة للنظام و متماش مع توجّهاته الإعلامية الرسمية؛و

التي تمجد رجال المقاومة و أماكنها حينئذ ؛ و من ناحية كان الإسم

يحمل دلالة و شحنة واضحة على ما  سوف تحمله المنسقية من

توجهات سياسية مقبلة.

 كان لا بدّ من أجل إنجاح هذه المنسقية أن توفر لها قاعدة شعبية

متماسكة ؛ ومصدر تمويل يضمن لها الأستمرار.

كانت القاعدة الشعبية جاهزة حيث قام المختار ولد بسيف بإيعاز

المجموعات المتحالفة مع حلفه التقليدي في بلدية أغورط؛ وذالك

بالإندماج و التفاعل مع ‘‘منسقية رأس الفيل‘‘ وتكثيف الإقبال على

جميع مهرجاناتها ؛ سواء تلك منها السياسية أو الثقافية .

 في الوقت الذي كانت  تبحث فيه المنسقية عن مصدر تمويل ؛ كان

رجل الأعمال لمرابط يبحث بدوره عن شريك سياسي قويّ يثق فيه ؛

بعد أن وصل به المطاف إلى باب موصود مع القوى التقليدية في بلديته

؛ و استيقن أنّها غير مستعدة لطموحه السياسي.

 فقرر المسارعة إلى زعيم ‘‘ منسقية رأس الفيل‘‘  محمد ولد اكبيدتمو؛

لكنّ الأخير مع تحمسه الشديد لعرض النائب لمرابط ولد الطالب ألمين؛

الذي يطمع فيه التمويل.

 تريث و علّق قبوله بضرورة الأتصال على حليفه الشاب  الذي يسكن

كندره و اشترط تزكيته أوّلا للشراكة المغرية بالنسبة له.

و هنا سارع النائب لمرابط بالإتصال بمفتاح كندره الشاب و العمدة

المساعد المختار ولد بسيف؛ و قام له بشرح فكرة الشراكة.

كانت شراكة ‘‘ منسقية رأس الفيل‘‘ و النائب لمرابط  تواجه عراقيل

جمّة و مجموعة من الحساسيات القبلية التي لا بدّ من التغلب عليها من

طرف الشاب حتى لا تفجر له مشاكل داخل حلفه التقليدي.

 و بعد زمن وجيز من المشاورات و الأتصلات ؛ إستطاع الشاب أن يمتصّ

جميع تلك الحساسيات من هذه الشراكة السياسية و أن ينتزع مباركتها

من جميع أقطاب حلفه و القوى المتحالفة معهم.

قفزت المبادرة بشكل ملحوظ ؛وفي وقت وجيز؛  وذلك بعد انضمام

النائب لمرابط لها ؛ فصارت رقما سياسيا يصعب تجاوزه في مقاطعة

كيفه ؛ فنافست في تجديد الهياكل الحزبية الماضية ؛ و اكتسحت

المشهد السياسي الأخير بفوزها في النيابيات ؛ و صعودها إلى الشوط

الثاني في بلدية أقورط.

 و في مرحلة ازدهارها ؛ كان للعمدة المساعد المختار ولد بسيف أيضا

دور أساسي في التنسيق بين قادتها؛ وكان له الفضل في إختيار

مرشح حزب السلام لبلدية أغورط الآن ؛ حيث أنّه استطاع إقناع الجميع

به ؛ لإعتبارات السياسية لا تتوفر إلّا فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى