مرثية القاضي باب محمد أحمد الملقب (عطاء) للشيخ القاضي: محمد المصطفى ولد محمد ولد عبدي رحمه الله

هذه مرثية من القاضي باب محمد أحمد الملقب (عطاء) للشيخ القاضي: محمد المصطفى ولد محمد ولد عبدي رحمه الله وأجزل مثوبته:
أرأيتمُ قلب الصبور وقد وجف
والدمع من عين الجليد وقد وكف
فلأن سور الدين زعزع ركنه
ولأن طودا هد فالكون ارتجف
ولفقد ذي فضل سيغرق كل ذي
فكر تغلغل من علاه في طرف
سل بدونا عنه وسل عنه القرى
إن تلقها من بعد غيب أبي دلف
وسل الخلال كريمة هل أبصرت
شَرْواه ممن بالخلال قد اتصف
وسل الدجى عن ذكره وقيامه
وسل المساجد أين قام وكيف صفّْ
سل عنه موتورا يلوذ ببابه
ولّى قريرا بالعدالة والنَّصَف
قد ناله منه قضاءُ موفَّقٍ
لم يعرف القاضون منه كما عرف
سل حائرا لم يَدرِ لولا رأيه
هل بَرّ في أيمانه لما حلف
سل كاسبا يرجو شفاء غليله
في شبهة إذ باع يوما واصطرف
سل قارئا للذكر روّض فكّه
حتى أقام المستطيل وما انحرف
واسأل ضخام الكتب أحكم ضبطها
فالأصل باللّحَق المبين قد استكفّْ
يخبرْك كلٌّ عن حميد صفاته
وهي البصيرة ما به المرء اعترف
يا مصطفى ما كان مملول الثوا
قلّ الأسى في حق فقدك والأسف
لكنما الصبر الجميل ملاذنا
في الله من كل المصاب لنا خلف
ولنا البنون الغر قرة أعين
خلف يسير بنا كسيرة من سلف
فاهنأ بعيش ناعم في جنة
من تحتها الأنهار في أعلى الغرف
بجوار خير الخلق ترقى خالدا
فيها وتكرم بالرغائب والتحف
وعلى الأمين من الإله صلاته
ما دار في الأفلاك نجم أو وقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى