جيشنا صمام أمننا وانعكاس لوحدتنا الوطنية / السيد ولد صمب انجاي

استيقظت بلادنا صبيحة الجمعة التاسع والعشرين من مايو الماضي ؛ على حادثة قتل مواطن من مقاطعة امبان ؛ التابعة لولاية لبراكنه على أيدي أحد عناصر جيشنا المغوار ؛ الذى يصل ليله بنهاره ؛ متحديا عاديات الزمن وقهر الجبال السامقات والاودية الوعرات ؛ بغية تأمين الشريط الحدودي لضفة النهر ؛ مع الجارة السنغال وخوفا من المتسللين أو قطاع الطرق والمهربين ؛ وقبيل إنطلاق سريان حظر التجول منذ مارس الماضي ؛ كانت قيادة أركان الجيش قد قامت بجولات جابت ضفاف النهر ؛ لإبلاغ المواطنين بضرورة احترام الإجراءات الاحترازية ؛ الصادرة عن الجهات الرسمية ؛ وجعلهم أمام مسؤولياتهم ؛ كي يكونوا عينا ساهرة للتعاون والتعاطي الإيجابي مع هذه الاجراءات الأمنية والصحية ؛ وفي المقابل معاقبة كل من يحاول المساس ؛ أو التهاون و التلاعب بهذه الإجراءات المتخذة من لدن السلطات العليا فى البلد .

كل هذا وذاك من أجل تأمين المواطنين وضبط حدودنا مع دول الجوار ؛ وقد أوكلت تلك المهمة الشريفة ؛ البيلة الجليلة لجيشنا الباسل ؛ لتأمين حدودنا ؛ خاصة فى ظل ظرفية حساسة ؛ وتعرف ظهور وباء عالمي أباد دول وقضى على أهم اقتصاداتها ؛ كما أدى هذا الفايروس إلي إغلاق المطارات من والى الدول ؛ نظرا لخطورته وسرعة انتشاره .

وعود الى حادثة مقتل المواطن جالو روكي الأليمة ؛ نرى من الضروري ؛ كشف النقاب عن حقيقة مقتله ؛ والسعي الدؤوب من أجل تحقيق شفاف ونزيه عل وعسى أن ننصف القاتل والمقتول معا ؛ فالجيش أصدر روايته وذوو الضحية يعترضون على الرواية ؛ فأيهما نصدق ؟ .

الوقائع المنطقية تشير بما لايدع مجالا للشك الريبي ؛ أن رواية الجيش يمكن أن تكون صادقة أو كاذبة احتمال أخر مرفوض ؛ بمعنى أننا لا بد أن نتجاسر هنا إلى استدعاء المنطق ؛ والى فلسفة المنطق ذاته ؛ إذا ما رمنا البحث عن الحقائق ؛ فمن الناحية المنطقية تقول الرواية ؛ إن جيشنا الباسل كان قد أنذر القتيل مرات ؛ كما شوهد أحيانا وهذا ما تتناقله روايات ساكنة امبان ؛ أنه دوما يحاول التمالؤ مع المتسللين والمهربين ؛ وقد أخطر بانذار من طرف الكتيبة المرابطة ؛ لكنه لم يخضع لتلك الإنذارات والأوامر ؛ فكان القدر أن ساقه ليلة الجمعة ؛ محاولا مساعدة مهربين ومتسللين ؛ فما كان من الكتيبة إلا أن قامت بطلقات تحذيرية ؛ فأردته قتيلا عن طريق الخطأ .

وهنا لا يجب أن يغيب عنا أن قوات أمننا وقواتنا المسلحة تنأى بنفسها عن قتل طائر يطير بجناحيه ؛ فما بالكم بقتل نفس زكية مؤمنة ؛ فهذا ليس من مهامها ؛ ولا يدخل فى إطار مهمتها النبيلة ورسالتها السامية ؛ إلا أن الجندي المرابط ؛ أصبح فى حل من الدفاع عن حياضه بشرف ؛ حتى لا يغدر به الأعداء المتسللون ؛ وهذا ما اضطره الى الدفاع عن نفسه استباقيا بتوجيه طلقات نارية ؛ تجاه هذا الشخص ؛ ولهذا يجب ألا ينفخ على الكير كثيرا ؛ حتى لا نوقد نار الفتنة ؛ التى هي نائمة وملعون من يوقظها ؛ ومن يحاول نفث السموم علي جو الهدوء والانفتاح الجديد بغية وأد أحلام المواطنين وتسميم جو الانفتاح المنظور ؛ من خلال التهويل والعويل ؛ عبر أدراج اللعب بالنار والتباكي على الماضي ؛ كمن يحاول ايهامنا بأن السراب ماء ؛ فهذا خطأ عارض كتب أزلا ان يقع ولاراد له ؛ مما يتطلب منا جميعا وقفة رجل واحد إلى جانب قوات أمننا وقواتنا المسلحة ؛ من هجمات الساسة والصراعات المافيوية ؛ التى تريد المساس من كيان مؤسسة جيشنا الجمهوري ؛ التي يجب أن تكون متماسكة دوما ؛ بعيدة عن تجاذبات الساسة ومكرها ؛ باعتبار أن الحوزة الترابية ؛ لا يمكن أن تستغني عن عين ساهرة مثل الجيش ؛ لكن قيمة هذا الأخير؛ لن نجد طعمها ولا دورها ؛ إلا بعد أن يتلاشى مفهوم الدولة ؛ وتعم الفوضى لا قدر الله؛ فهو الذي يملأ الفراغ ساعة سقوط الانظمة ؛ ويؤمن الحدود زمن الخوف ؛ محتسيا بذلك فى سبيل الدفاع عن الوطن كأس الألم والتجلد والصبر على الطوى و المسغبة ؛ ومرتديا عباءة الدم ذودا عن الوطن ؛ الذي وقع زمان اكتتابه للإنضمام لمؤسسة الجيش فيه بالدم ذوظا عن حوزته الترابية ” أفدي روحي دفاعا عن الوطن ” ؛ وبالتالي يجب تركه خارج حلبة الصراعات السياسوية والشعبوية ؛ بعيدا عن التدخل فى مهامه الموكلة له ؛ ونحن طبعا نتفهم هذا الصراع الأزلي ؛ الدائر بين المؤسستين العسكرية والمدنية ؛ خاصة فى البلدان النامية المترعة والمثقلة بالانقلابات ؛ وخاصة بلادنا التى عرفت ومنذ العام 1978 انقلابات متكررة على السلطة ؛ مما ولد نوعا من عدم الثقة بين المدنيين والعسكريين؛ إلا أنه فى زمننا اليوم سدت تلك المنافذ ؛ التى كانت تقود العسكريين كي يتسللوا لواذا ؛ للانقضاض على السلطة وتقويض الحكم المدني ؛ فتم اغلاق ذلك ؛ من خلال دسترة وتجريم تلك الانقلابات ؛ إلا أن فجوة عدم الثقة لاتزال قائمة؛ وتسكن فى عقول المدنيين وخاصة فى زماننا اليوم ؛ ولكن الشعب الموريتاني اليوم لا يخشى من العسكريين ؛ الذين اثبتوا إلى حد ما جدارتهم فى النجاح ؛ لحظة توليهم لتلك المسؤوليات الجسيمة وإن كانوا قلة ؛ بينما يخشى من المدنيين المتعسكرين ؛ من الكتائب البرلمانية وبعض متزلفتهم ؛ الذين يزينون الإفك؛ وأكل أموال الشعب لصناع القرار وسيتركونهم سريعا ويتخلون عنهم ؛ كما تخلوا عمن قبلهم ؛ وما يمكن أن نقوله فى هذا المضمار أن مؤسستنا العسكرية لن تتخلى ؛ أو تتهاون مع أي كان ؛ ممن يريدون المساس بأمننا وحوزتنا الترابية والسيادة الوطنية ؛ وستواجه بصدور عارية ؛ وببسالة منقطعة النظير ؛ لكل قطاع الطرق والمتسللين لواذا إلى حدودنا ؛ زادهم فى ذلك التوكل على الله عز وجل والتفاني والإخلاص للوطن .

حفظ الله موريتانيا

عاشت مؤسستنا العسكرية ووقاها الله شر أعين الحاقدين ومروجي الفتن .

كيفة بتاريخ : 04 / 06 / 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى