لماذا أصحاب تواصل فقط؟

منذ أن بدأ اعلان الترشحات للإنتخابات الرئاسية شهدت الساحة السياسية في بلادنا حراكا سياسيا مكثفا تمثل أساسا في ترحال سياسي من هذا القطب نحو ذلك القطب ( من المعارضة نحو الموالاة أو العكس) و كان من أبرز هذا الترحال السياسي و أكثره شدا للإنتباه ما حصل من المعارضة – التي توصف بالراديكالية – نحو مرشح يعتقد – على نقاط واسع  – أنه مرشح النظام و يسير على هديه و سنته.

لم يكن توافد بعض الأسماء البارزة في المعارضة ” الراديكالية” مستساغا لدى الكثير من المتتبعين للساحة السياسية ، و إن كان لكل مسوغاته التي يبني عليها توجهه و من حقه أن نعذره في اختياره لكن ما أعتبره غير مستساغ بالنسبة لي و ما أبحث له عن جواب عند من يملكه هو لماذا خص رئيس الجمهورية الملتحقين بركب الأغلبية من حزب تواصل بلقاء دون غيرهم من الذين التحقوا بهذا الركب؟

إنني لا أزال أبحث بحثا حثيثا عن الأسباب الكامنة وراء هذا اللقاء و من ضمن ما  فكرت به كجواب على هذا السؤال : أن الرئيس أراد بهذه الخطوة اسداء الشكر إلى هؤلاء الذين لم يكن يعتقد أبدا أنهم  سيتخلون عن مبادئ حزبهم و يلتحقون بمرشح نظام كانـــــــــوا يعتبرونه بالأمس القريب أفسد نظام عرفته البلاد خصوصا و أن مرشح النظام أعلن بالفم الملآن أنه سيسير وفق سياسة سلفه شبرا بشبر و ذراعا بذراع. أما الفرضية الأخرى للجواب فهي كون هذا اللقاء يدخل ضمن سياق أعم يتعلق يالمناخ الدولي و ما يتداول الآن من محاولة لتصنيف حركة الإخوان المسلمين كحركة ارهابية و هنا يكون هدف الرئيس هم سلخ الملتحقين بركبه من الحركة نهائيا إذ أن خروجهم من الحزب لا يعني بالضرورة تخليهم عن نهج الحركة و إذا ما صدق هذا التوقع فمن المحتمل أن نشهد عاجلا أم آجلا تبرأ هؤلاء من هذه الحركة بتبريرات مختلفة.

محمد محمود ولد العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى