نصر لإيرا و كسب للنظام من قوى المعارضة للاستفتاء

القوى المعارضة المقاطعة للاستفتاء تكتل ولد حديثا من أجل مجابهة ( استفتاء 5 اغشت )؛و السؤال المتبادر إلى الذهن ما هي مكونات هذا التكل؟؛ و ما هي فرص نجاحه ؟؛ و هل كلّ أعضاءه لها وزن؟؛ أم أنّ بعضها لا يملك من أفئدة هذا الوطن إلا ترخيصه الذي استودعه او ناله عند وزارة الداخلية؟.

و السؤال الكبير هل هذا التكتل له قبول وجيه لدى الرأي العام الوطني؟؛و قوّة اقناع تجذب المزارع و المنمي و المتسوق و المثق؟.

هذا  التكتل يتكون من حزب الصواب و حزب الوطن و تكتل القوى الديمقراطية و المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و حزب إيناد و حزب القوى التقدمية للتغيير و حركة إيرا و مبادرة محال تغيير الدستور .

و تلقي نظرة عابرة تلاحظ أنّ النقطة الإيجابية الوحيدة في هذا الكتل هو الطريقة التي جمع بها هذه المتناقضات المتنافرة.

فقد جمعت عباءة هذا التكتل الشيوعي الذي لا يعترف إلا بنفسه ؛ و القومي الذي لا يرى إلا عطفيه؛و العنصري الذي لا يرى إلا سواد عينيه ؛جمعتهم مع خصومهم الألدّاء.

و لذا يمكن أن نستبق الأحداث و نقول هذا التكتل حمل معه عوامل فناءه.

فالصواب و الوطن و مبادرة محال تغيير الدستور هؤلاء تأثيرهم لا يتعدى شراك نعلهم.

أمّا حزبا ايناد و القوى التقدمية للتغيير فهؤلاء لا يعول عليهما فهواهما لحزب الأتحاد من أجل الجمهورية  و كلّ واحد منهما  الآن ينتظر أن يسترضى.

أمّا بقية الأحزاب التقليدية فاكبر خطإ استرايجي و قعوا فيه هو القرار المقاطعة و يبدوا أنّهم لا يتعظون منها؛ و أكبر من ذالك هو استصغارهم لأنفسهم و تنازلهم عن خطابهم من أجل استرضاء حركة ايرا.

تلتمس ذالك في صياغة بيانهم الأول الذي قالوا فيه بالحرف الواحد :

الشعب مهدد في وحدته وفي التعايش بين مكوناته العرقية والثقافية والاجتماعية بفعل سياسات النظام المبنية على التمييز، وغياب العدل، وانعدام المحاسبة، وتعميق الفوارق الاجتماعية عبر تكريس العبودية ومخلفاتها، واحتقار التطلعات المشروعة لشعبنا في العيش في وئام وانسجام في ظل دولة القانون والمواطنة.

فهؤلاء الأحزاب على جلالتهم نعرفهم في أدبياتهم أن موريتانيا لا توجد فيها عبودية  محضة و إنما  هناك مخلفاتها فقط.

و لذا الإقرار بأنّ موريتانيا فيها عبودية الرابح منه فقط هو ايرا  لأنّها سوف تحتج بأعترافهم؛ و تتلقفه بأنّه شبه اجماع وطني.

أما النظام فسوف يربح منه بانّ المعارضة صارت برامية أكثر من هي واقعية.

يا للاسف معارضتنا تعيش على المريخ؛ و بالتجربة سوف يفترقون قبل صياغة بيانهم الثاني.

و خطيئتهم أنّهم يدخلون في حظيرتهم القط و الفأر و الأسد و الفهد و الذئب و الشاة و الحمامة و النسر؛ و مع كلّ هذا يريدون منهم الأتجاد فهو قوة.

و أن يجابهوا  الخصم بوحدة و ثبات؟

فأنّى لها ذالك؟.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى