دراسة رائعة : هل موريتانيا في مأمن من فيروس ” كورونا”؟

ربط ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻴﺮﻳﻼﻧﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺑﺎﺀ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻳﺘﻔﺸﻰ ﺑﺸﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺧﻂ ﺍﻟﻌﺮﺽ 30 ﻭ 50 ﺩﺭﺟﺔ ( للتذكير موريتانيا تقع ما بين خطي عرض 15 و 27  شمالا ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 5 ﻭ 11 ﺩﺭﺟﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺑﻴﻦ 47 % ﻭ 79 % ، ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ” ﺣﺰﺍﻡ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻓﻴﺮﻭﺱ .”
ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺩﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﻭﺑﺎﺀ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻟﻮﻣﺒﺎﺭﺩﻳﺎ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ 9 ﺩﺭﺟﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺑﻴﻦ 68 % ﻭ 75 % ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﺸﻤﺎﻝ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﻴﺰﻧﺲ ﺍﻧﺴﻴﺪﺭ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ .
ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺻﻔﺮ ﺩﺭﺟﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﻣﺸﺎﺑﻬًﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ﻓﻔﻲ ﺑﺎﻧﻜﻮﻙ ﺑﺘﺎﻳﻼﻧﺪ، ﻫﻨﺎﻙ 80 ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭ 47 ﻓﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ، 7 ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﻮﺩﻳﺎ، ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺣﺎﻻﺕ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻧﻤﺎﺭ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺩﻭﻝ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻭﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻭﻫﺎﻥ 6.8 ، ﻓﻲ ﺳﻴﻮﻝ 7.9 ، ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺑﻴﻦ 7 ﻭ 15 ، ﻭﻓﻲ ﻣﻴﻼﻥ .9-6
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻳﻐﺰﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ .
ﻭﺍﺷﺘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﻥ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﺥ .
ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﺭﻳﻼﻧﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﻠًﺎ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ، ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎﺀ ﺃﻳﻀًﺎ .
ﻭﺃﻛﺪ ﺑﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻮﺍﻧﺠﺘﺸﻮ ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ، ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﻮﻝ 8.72 ﺩﺭﺟﺔ .
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺴﻴﻨﺠﻬﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻜﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺟﺎﺩﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺃﻗﻞ، ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﺌًﺎ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺃﻋﻠﻰ .
ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ .
ﻭﺇﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ، ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ،ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻄﻔﺮ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺟﻴﻨﻲ ﺍﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻋﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى