نعي مرسي “قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار “/ بقلم المفتش ايد ولد مختور

لا سواء قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار….
تلك الكلمة الخالدة التى رد بها النبي صلى الله عليه وسلم على أبى سفيان بن حرب يوم أحد وقد وقف شامتا بالمسلمين متذكرا ثأره ببدر ..
تلك تسلية وتعزية لكل مسلم مصاب فى ساح المنازلات مع الظلم أيا كان طرفه .كفر .نفاق . عمالة .خيانة …..
لقد نقلت وكالات الأخبار نبأ وفاة المرحوم بإذن الدكتور المجاهد الصابر الشهم الرئيس محمد مرسى ..
مات فى ملابسات الله أعلم بحقيقتها .الحقيقة التى لا يمترى فيها اثنان أن أجله الذى كتب له فى الأزل قد عاشه كاملا غير منقوص .سواء كان مقتولا أو مات على فراشه.
لكن ما يهمنا هو مرسى كرمز وليس مرسى كشخص
لقد تسلق مرسى واجهة الاحداث .. بالنسبة لى .. عندما كان أول رئيس مصرى منتخب من طرف الشعب فى عملية انتخابية ذات مصداقية ..
وزاده تألقا أنه ينتمى لتيار سياسي ومدرسة فكرية عمرها يكبر الدولة المصرية الحديثة مابعد الانتداب .
كان مرسى ومضة خاطفة فى زمن القتامة والظلام استعادت الأمة أنفاسها وإن قليلا .
حمل الهم العام وأعاد للمواطن المصرى شعوره بذاته فتكلم ملأ فيه وتظاهر حسب وجهته وأمن على حريته وقوته .
فى الخارج وجد الرحم القريب متنفسا ففتح معبر رفح وأرسل وزيره الأول لغزة أثناء القصف اليهودى ليقول إنه الأمر لم يعد كما كان ..
وقف مع الشعب السورى والليبى وغيرهما وأعلن أن أمن الخليج من أمن مصر .وأن المعادلة قد تغيرت فى المنطقة…
تلك بعض من مواقفه وإن كثرت .

لذلك كان مرسى رمزا لأمل الشعب العربي واستقلاله وحريته ووحدته ..فتوجهت إليه السهام من شتى الجهات التى تريد الأمة العربية خارج الزمن ، فضلة فى ذيل الشعوب فاجتمع الأعراب بأموالهم واليهود بمكرهم والشيعة بتلونهم والصليبيون بغدرهم فأطاحوا بمرسى مستغلين آلة إعلامية تحاول عبثا أن تلبس الخيانة ثوب الأمانة الجبن والغدر ثوب الشجاعة والوفاء..
أطاحوا بمرسى ففتحت السجون وطحنت الشعوب طحنا فى مصر وسوريا وليبيا واليمن وجرمت الأحرار وهجروا وحوصروا …. كل هذا من أجل حقيقة واحدة هى .. لتبقبوا داخل الحديقة وحسبكم ذلك ..
أمضى مرسى عدة سنوات فى السجن والمسجون حقيقة هى مصر واستقلالها وكرامتها لأنها الآن تحت وصاية نتنياهو والبابا تواضرس بيعت جزرها وانهارت عملتها وفقدت سلمها الاجتماعى ..
أما الخليج الذى سارعت أنظمته فى الوقوف أمام الشعوب وبددت فى ذلك ما فى خزانتها من رصيد معنوى أو مادى فهى الآن بين مطرقة الترامب التى تعركهم عرك الرحى بثفالها بحيث ضرب عليكم الجزية مصرحا بذلك دون كناية .. وسندان الإرانيين الذين أتوهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم من اليمن وسوريا والعراق ولبنان.. .
وليس لهم من يصرخهم إلا الترامب الذى سيأخذ فاتورة الحرب غالية إما أرامكو أو غيرها من المنشٱت ذات الصفة المعنوية القاتلة ..
وفى النهاية لن تكون هناك حرب وإن حصلت فالمتضرر الأكبر هى تلك الأنظمة التى تبحث عنها ..
أنا على يقين تام من أن دعوات المظلومين وانات المفجوعين الذين عانوا من الكيد والغدرالكيد والغدر والخيانة لن تذهب سدى .
فلتنم قرير العين رحمة الله عليك لقد أرادوا أن يغيبوا من خلالك أمة أراد الله لها البقاء .
لقد أراد الله عزك ورفعتك وأراد ذلة ءاخرين ما زالوا يتقلبون فى مهاوى المهانة والضعة..
ومن يهن الله فماله من مكرم .

الحمد لله الذى عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .

المفتش أيد ولد مختور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى