كيفه : في نكط الماء أم السراب ؟!

في نكط .. الماء أم السراب ؟

استبشر سكان مدينة كيفة خيرا لما علموا أن الحكومة أبدت تجاوبا مع مطلبهم المتمثل في حقهم الطبيعي في الحصول على الماء .

و زادت سعادتهم حين علموا أن الرئيس قادم لتدشين المحطة التي ستجعلهم يودعون العطش و مكابدة جلب المياه بطرق بدائية في مشهد بائس عايشته المدينة عقودا …
أن يودعوا كل ذلك البأس و الشقاء إلى الأبد .

و لكن ذلك الحلم تحول في النهاية إلى كابوس، سوف يؤرق مضاجعم ما حيوا ، و سوف يعقد حياة الرئيس السياسية إن كانت نفسه أبية ترفض المكر و الخداع ! و هو الذي يطمح للعودة إلى المشهد من النافذة !

و لأن الرئيس يترنح في أيامه الأخيرة فقد بدا الاستقبال باهتا ، حيث لا مدافع و لا تدافع ،
إلا من بعض السكان الذين خرجوا و وجوههم شاحبة متعطشة لرشفة ماء تطفئ ظمأ طالت حرقته .

وصل الرئيس و شق موكبه المدينة في اتجاه منصة التدشين و أزاح الستار عن عبارة ستبقى شاهدة على كذبة لم تعمر طويلا ، ذلك أن حبل الكذب يبقى
دائما قصيرا .

و تدفقت المياه من حنفية هناك تدفقا غير متسلسل .. ضعيف التسارع ينبئ خريرها المبحوح عن شح في المصدر تكتمت عليه الجهات المشرفة .
و تأوهت حنفية في حي القديمة سحيرا من الليل ، و ندبت أخرى في بلمطار آخر دمع لها ثم عادت لسباتها بعد مغادرة الرئيس مباشرة .
أما بقية الأحياء فقد علمت أن مياه نكط ليست إلا “كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا …”

لم يكلف الرئيس نفسه عناء الاستفسار عن تلك الأسباب ، ذلك أن الوقت ضيق على المتابعة و المحاسبة .
فالرئيس في نهاية مأموريته يبدو أنه يسمح ببعض الحريات المزعجة أحيانا كالكذب و الخداع .

كان مرشح الإجماع محمد ولد الغزواني حاضرا شاهدا على مدى الاستهتار الذي وصل بمرؤوسي صنوه إلى أكذوبة كهذه . فماذا عساه يفعل في قادم الأيام ؟ و هو من عنده للعهد معنى !

لقد عانت مدينة كيفة من العطش عقودا من الزمن ، و كان بإمكانها أن تستفيد من مشروع آفطوط الساحل الذي لا يبعد كثيرا أو من مشروع بحيرة أظهر الضخم .. هذا إذا علمنا أن بعض الدول تشرب من أخرى فكيف لا يتأتى ذلك من ولاية لولاية جارة و يجمعهما وطن واحد .

إن غياب الإرادة الحقيقية للتنمية لدى الإدارة و ضعف تمثيل السكان و محاباة الوجهاء للحكام عوامل من بين أخرى ساهمت في تردي الأوضاع المعيشية بصفة عامة و لأهلنا في كيفة بصفة خاصة .
فإلى متى سنبقى نصفق و نصفق ؟
و نصدق من خدعنا مرات و مرات ؟

الحسن محمد الشيخ

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى