هذا المقال كتبه الرئيس التركي رجب الطيب أوردغان

ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺓ ﺻﺎﺋﺒﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻟﻼﻧﺴﺤﺎﺏ ﺑﻐﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻦ . ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﻴﺶ ﺑﺤﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ‏( ﻧﺎﺗﻮ ‏) ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ . ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺧﻄﺮ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ ﻋﺎﻡ .2016 ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻨﻌﻨﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ، ﻭﺃﻟﺤﻘﻨﺎ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏( ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‏) ﺍﺗﺒﻊ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺮ، ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﻼﻉ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﻮﺍﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺑﻴﺘﺎً ﺑﻴﺘﺎً . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ، ﻓﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺎ . ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺇﻧﻌﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ . ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ . ﻭﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻳﺪﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍً ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﻟﻠﻌﻨﻒ، ﻓﻨﺤﻦ ﻛﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻣﺼﻤﻤﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ . ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﺎﻡ 2003 ، ﻟﻘﻲ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺟﺮّﺍﺀ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﺧﻄﺮﺍً ﻳﻬﺪﺩ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻨﺎ، ﻭﻃﺮﻕ ﻣﻌﻴﺸﺘﻨﺎ، ﻭﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﺣﻀﺎﺭﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ . ﻭﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻃﺎﻏﻮﺕ . ﻭﻟﻘﺪ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺠﺄﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﻟﻺﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ . ﻭﺳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ . ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً؛ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻓﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ . ﻭﻳﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳُﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺇﺣﺮﺍﺯﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺃﻛﺜﺮ . ﻭﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ، ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﻋﻠﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﺍﻧﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ، ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺩﺕ ﻟﺤﺪﻭﺙ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﺎ ﻟﺤﻠﻮﻝ . ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻄﺄ . ﻭﻧﺤﻦ ﻛﺘﺮﻛﻴﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺃﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎﻉٍ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﺃﺳﻮﻧﻪ، ﻭﺃﻻ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻟﻢ . ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﻫﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻗﻮﺓ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺗﻀﻢ ﻣﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ، ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻳﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻣﻊ ﺃﻛﺮﺍﺩ ﺳﻮﺭﻳﺎ . ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ، ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺃﻳﺔ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻗﺪ ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﻟﺼﻔﻮﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏( ﺏ ﻱ ﺩ / ﻱ ﺏ ﻙ ‏) ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ‏( ﺑﻲ ﻛﺎ ﻛﺎ ‏) ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ ‏( ﻫﻴﻮﻣﻦ ﺭﺍﻳﺘﺲ ﻭﻭﺗﺶ ‏) ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏( ﻱ ﺏ ﻙ ‏) ﺑﺘﺠﻨﻴﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﻧﻌﻴﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻟﺬﻭﻳﻬﻢ، ﻭﺳﻨﻠﺤﻖ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺰﻣﻊ ﺇﻧﺸﺎﺅﻫﺎ، ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻳﺔ ﺻﻼﺕ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ . ﻭﺛﻤﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ .
ﻓﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏( ﻱ ﺏ ﻙ ‏) ﺃﻭ ﺩﺍﻋﺶ، ﺳﺘﺘﻢ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺫﻟﻚ ﺗﺤﺖ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺆﺳﺲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻟﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ، ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺳﺘﻌﻄﻲ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺩﻝ . ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ، ﺳﻴﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻣﺜﻞ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ . ﻭﺗﺮﻏﺐ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻴﻔﺔ . ﻭﻧﺤﻦ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﺷﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺟﻨﻴﻒ ﻭﺃﺳﺘﺎﻧﺔ، ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﺳﻤﺎً ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺎﺕ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ . ﻟﻘﺪ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻟﺘﺘﻀﺎﻓﺮ ﻗﻮﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﺪﻭﺍً ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ . ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺮﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﺛﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى