المعارضة بين مطرقة النظام و سندان الرأي العام
تعيش المعارضة الموريتانية منذ فترة وضعا لا تحسد عليه فمن جهة يحاول النظام بكل ما أوتي من قوة المال و الأعمال أن يجعل هذه المعارضة شذر مذر ، و يسكت صوتها في الداخل و الخارج و ينزع عنها صفة الوطنية ليلبسها هو وحده دون غيره و من جهة أخرى فإن الرأي العام الوطني لا يترك مجالا لإنصاف هذه المعارضة و لا يقبل منها عذرا فبالنسبة لكثير من المواطنين يجب على المعارضة أن تنجز ما عجز النظام عن فعله من اصلاحات تحسن من وضع المواطن المسكين نا سيا أو متناسيا أن تلك الإصلاحات في أساسها من اختصاص السلطة القائمة و يتم انجازه منها يحسب للسلطة القائمة حتى لو كانت المعارضة – على سبيل المثال – هي من قام به لذا ليس من المعقول أن نطالب المعارضة بعمل يحسب فعله للنظام و معلوم أن الهدف الأساسي من المعارضة هو لفت الناس إلى أخطاء النظام و دفع هذا النظام إلى فعل أشياء قد لا تكون في برنامجه أصلا حتى يسكت معارضيه…
و الحقيقة أن على المعارضة القيام بعملها كما ينبغي ، و أن لا يكون نشاطها موسميا نتيجة ظروف نعينة بل عليها أن تعمل دائما بجد و اخلاص لدفع النظام رغما عنه إلى انجاز الأكثر.