ليس عندنا لولد غدّه سوى حيلة الضعفاء
من أعظم أنتصارات هذا النظام الذي يقوده محمد ولد عبد العزيز أنّه حشر المعارضة في الأزقة الضيّقة بعد ان عمل على تقسيمها إلى قسمين معارضة محاورة تخدم البلد في نظره؛و وطنية؛ و أخرى أقلّ ما يقول عنها أنّها معاندة تعارض من أجل أن تعارض.
هذه المعارضة التي تضمّ ألوان الطيف الموريتاني؛ الإسلامي و العلماني؛ و اليساري و اليميني؛ و المنتفع و صاحب المبدأ؛ و من أغرب ما في حشاياه المخابر و المتحرر؛ هذه المعارضة هي التي يعوّل عليها كثير من أبناء هذا الوطن الأمل المفقود في دولة العدل.
لكن المعارضة الآن بلغت من الوهن عتيا؛ و من كثرة نبال القتل فيها أثخنتها الجراح حتى بحّ صوتها؛ و خارت قواها؛ ولم يبق لها من رمق الحياة سوى طوفان البيانات؛ أو برق خلّب من الاحتجاجات غالبا ما يخبو و كثيرا لا يمطر.
من مظاهر العجز الصارخة في معارضتنا في هذه الأيام تقاعسهم عن نصرة الشيخ ولد غدّه ؛ حتى تركوه وحيدا فريدا يصارع قدره مع النظام؛ و أكتفوا أعني المعارضة بحيلة الصحف و الكتاب الأحرار بسيل من البيانات المنددة التي لا يعبأ بها النظام و لا تنفع من ناصرته.
هذه المعارضة التي ضيّقت على نفسها واسعا إن هي حقا أرادت مناصرة المظلوم:
فمن يمنعها أن تحاكم من قدّم شكاية ملفّقة امام القضاء؟
أليس لها أن تحاكم من أساء استخدام صلاحياته القانونية أمام القضاء؟
أليس لها أن تشهر بكلّ قاض يتواطؤ مع سلطة ديكتاتورية و يشرع لها ما تريد؟
أليس لها أن تحتجّ أمام المحاكم و السجون من أجل مظلوم أيّ مظلوم كان سلبت حريته؟
أين المعارضة في المنابر الدولية؟
المعارضة قتلها هذا النظام و دفنها في المحافل الدولية و المقابر الوطنية.
لأنّه يعرف أنّ فيها مرتزقة فرزقهم من الغلول.
و لأنّه يعرف أنّ فيها جواسيسا فزاد من رواتبهم.
و لأنّه يعرف أنّ فيها عجزة أصابها الخرف؛ فأمر الشرطة بالتلطف بهم لأنهم تجشموا الخروج للشارع.
و لأنّه يعرف أنّ فيها عملاء دوليين فهو يقايض أسيادهم في الغرب حتى يلجم أفواه أتباعه عنه.
و لأنّه يعرف أنّ فيها من هو ما زال مذهولا من ما وقع في مصر و العراق و تونس و ليبيا.
ليس لنا من حيلة تساعد ولد غدّه الآن سوى الدعاء؛ فأكثروا من حيلة الضعفاء؛ فهي عند الله أرمى من صواريخ تمهوك.