“ليست موريتانيا جحيما ولا هي سجن -كما يزعم هؤلاء المهاجرون”

من المؤسف أن يتخذ بعض الشباب من الإساءة على وطنه مطية يمتطيها لدخول بلدان غربية، فالحجة التي يرددها معظم المهاجرين إلى الغرب أنهم يعيشون الظلم والاضطهاد والدكتاتورية وانعدام الأمن في بلدهم، وتمارس عليهم شتى انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك لخطب تعاطف سلطات تلك الدول لتسمح لهم بدخول أراضيها.
ليست موريتانيا جحيما ولا هي سجن -كما يزعم هؤلاء المهاجرون- وإن كانت البطالة موجودة، لكن فرص التشغيل والشغل متاحة لمن نهض ونبذ الخمول والكسل، كما أن تلك البلدان الغربية ليست جنة الله على أرضه، ولا هي واحات للديمقراطية واحترام حقوق البشر -كل البشر- ففي بعض تلك الدول نشاهد إلى اليوم الشرطة تطلق الرصاص على مواطنيها فتقتلهم بدم بارد فقط لأن لون بشرتهم أسمر، ويتم قتل خمسين ألف مواطن سنويا في عمليات إطلاق نار على مرأى ومسمع من السلطات التي تسمح بحيازة السلاح تماما كحيازة الخبز، وفي بعض تلك الدول يتم تجريد بعض المواطنين من لباسهم والتدخل في حياتهم الشخصية لمنعهم من ارتداء ملابس تتوافق مع معتقدهم الديني في الأماكن العامة، وأكثر من ذلك في بعض تلك الدول توجد جيوب للفقر، وأحياء شعبية يتكدس فيها مئات الآلاف من الناس في ظروف صعبة.
لسنا هنا بصدد المقارنة بين وطننا وتلك البلدان الغربية، فالفارق موجود وكبير، لكن بلدنا ليس جحيما، وتلك البلدان ليست جنة، ويمكن للمرء أن يسعى لدخول أي بلد يريد دون أن يشوه صورة وطنه..
“إكد حد يمدح الرسول ما عيب احمارة حليمة”.
ثم إن الشباب الذين يهاجرون يمارسون في دول المهجر أعمالا لو قبلوا بممارستها هنا لعاشوا مكرمين في وطنهم وبين ذويهم.
والخلاصة أن كل من فاتته الهجرة النبوية، فأي هجرة أخرى ليست أفضل خيار.. النص مع لهن زاكي.
طبعا، لا نعمم ، فهناك حالات تكون الهجرة فيها مناسبة، وتشكل خيارا جيدا للشخص كي يحسن من ظروفه وظروف عائلته، لكن تبقى الأعين مشرئبة إلى الوطن، وحبه واحترامه والدفاع عن سمعته يبقى مع الشخص حيثما حل.

من صفحة الأستاء سعد بوه الشيخ محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى