غزواني والخيبات الثلاث

غزواني والخيبات الثلاث:

الخيبة الأولى:

لقد استبشرنا خيرا بانتخاب الرئيس غزواني صيف ٢٠١٩ واعتبرنا ذلك بداية عهد جديد عنوانه القطيعة مع الماضي المثخن بجراحات الفساد ..

ولكن سرعانما خيب الرئيس غزواني الآمل حين ارتكز في حكومته الأولى على أبرز أوجه العشرية المنصرمة. واصلت هذه الحكومة من حيث انتهت سابقتها وتابعت ما دأبت عليه مما لا يخدم المواطن؛ فتفاقمت المشاكل وتشعبت، و لم يبرح البرنامج الانتخابي للرئيس (تعهداتي) دفات الكتيب الذي أريد له أن يظل حبيس رفوف النسيان و الإهمال، و كأن استمرار النهج هو الغاية والوسيلة إلى تحقيق مآرب شخصية.
لقد ظلت صفقات التراضي المشوبة بالفساد ديدن حكومة ولد الشيخ سيديا والفقعات الإعلامية الكاذبة منهجها إلى أن طالها التحقيق البرلماني و ملف العشرية المشبوه .

الخيبة الثانية :

تعالت الأصوات مطالبة بتغيير حكومي يأتي بمجموعة من التكنوقراط لا تمتهن السياسة بقدر ما تسعى إلى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية .. لا ترتهن لإملاءات القبيلة والجهة، إلا أن الطموح والآمال كانا في غير محلهما؛ فقد جاءت حكومة ولد بلال الأولى كموجة متحورة من حكومات “العهد البائد” إذ ضمت أربع وزراء من عهد ولد الطائع.
وأبدت الأيام والتجارب أنها كانت حكومة أضعف أداء من سابقتها وأكثر ارتماء في أحضان القبيلة من غيرها، بل و أكثر فشلا من أي حكومة عرفتها موريتانيا حيث أفلست في أيامها الأولى بعض المؤسسات الحيوية و تعطلت مشاريع و لم تحترم آجال تنفيذ الأشغال وارتفعت الأسعار و فشلت في مواجهة بعض التحديات الأمنية داخليا وخارجيا (مالي مثلا) ….
الأمر الذي جعل الشعب يطالب بضرورة التغيير؛ مما اضطر الرئيس أن يخرج عن صمته غاضبا أو مغاضبا ويعطي إشارات إجابية تعيد للحالمين بعض الأمل،
ولكن هيهات.. .

الخيبة الثالثة:

استقال الوزير الأول أو أقيل لينتشي المواطن فرحا باستعادة الأمل، وبأن الرئيس مايزال موجودا -والحمد لله- إلا أن تلك الفرحة لم تكتمل بسبب إعادة الثقة في من لفظه الزمان والمكان، لنعلم يقينا أن الغضب كان صنعة وتكلفا، وأن تعيين ولد بلال ليس إلا خيبة ثالثة أجهزت على ما كان بالنفس من بصيص أمل خافت.

فماذا ينتظر من حكومة جديدة يقودها أو ينسق عملها من فشل في قيادة سابقتها ..؟

الحسن ولد محمد الشيخ ولد خيمة النص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى