رحمك الله أيها الشهم / محمد عبد الله

رغم تسابق العَبَرات في منحدر الغياب الكبير. ، ورغم تدافع الدموع في ضباب الكلمات الهائمة أسىً ولوعةً ، إلا أننا نقول: الحمد لله على كل حال
رحم الله  عبدالله بن سيدي بونه(الداه) رحمة واسعة.. رحم الله رجل الوفاء والصدق والشهامة وأسكنه فسيح جناته.
لا أعتقد أن كلمات الرثاء مهما فاضت ستعبر عما تكنه القلوب لهذا الرجل النادر المثال في علاقته وأسلوب حياته مع الناس ، صاحب الوجه البشوش صاحب الطلعة البهية والأخلاق السامية والابتسامة الصافية الصادقة ، هذه الابتسامة المشرقة التي جعلها شعار حياته  مع من يعرف ومن لا يعرف ؛ متمثلاً في ذلك قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق).
لقد كان الفقيد الغالي أنموذج الإنسان المثالي في حسن تعامله، شهماً كريماً في نبل عطائه، صاحب أريحية في تلبية نداء الواجب في الكثير من مناسبات البذل والعطاء ، يحب الخير للناس أميناً صادقاً في تعامله صاحب مشورة وإصلاح..
ولأن الثناء الحسن عاجل بشرى المؤمن، كما جاء في الأثر والناس شهود الله في أرضه ، فإنني أقولها كلمة للحق وللتاريخ وبكل صدق وأمانة: إن فقيدنا الحبيب الغالي – عبدالله بن سيدي بونه– من خيرة الرجال الفضلاء الذين عرفتهم في حياتي سمواً في الأخلاق وحسن التعامل والتجاوب مع أي نداء إحساني يخدم الجميع.
لقد تركت برحيلك  ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك، واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء، فقد كنت من الرجال المؤمنين الفاضلين الساعين لأعمال الخير، تساعد الفقير المحتاج ولا تعرف يمينك ما تنفق شمالك وكنت تسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة ومن يطلبها منك دون تردد ، انك -رحمك الله- من الرجال القلائل الذين يتركون بفقدهم حزناً كبيراً أبدياً في قلوب محبيهم، وقد تركت حزناً كبيرا في قلوب محبيك لفقدانك، فأنت رجل تقي قل ان يجود الزمان بأمثالك.
رحم الله عبدالله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة..
وإلى جنات الخلد أيها الحنون العطوف.فانك وإن رحلت من دار الفناء إلى دار البقاء، فان ذكراك العطرة ستبقى راسخة في قلوبنا، وانك ستجد أعمالك الخيرة في ميزان حسناتك باذن الله تعالى.
سنفتقد صوتك، كلماتك، شهامتك، انسانيتك، كرمك وصورتك البهية الراسخة في ذاكرتنا يا صاحب المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن ان تعد أو تحصى ولا يمكن ان يكتبها قلم ، فقد كنت قيمةً عظيمةً أضاءت حياتنا بالوفاء أيام العتمة الشديدة، وسوف تظل تعكس ضياءها طول العمر.
وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلّف وراءه ابناءكراماًنهلوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الاخلاق من مدرسته وهم لن يتوانوا عن اكمال مسيرته والتحلي بخصاله.
وداعاً أيها الرجل الباقي في قلوبنا وفي ذاكرتنا..
يا راحلاً عن هذه الدنيا وتاركاً
ذكراك باقية
قد لا نراك ولا ترانا انما في القلب رسمك لم يزل يتجدّدُ
لجميع أهله وذويه وكافة محبيه صادق العزاء.. وإنا لفراقك أيها الفقيد الحبيب لمحزونون.
والله المستعان.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى