الجفاف القادم… استراتجية التدخل قبل فوات الأوان

مما يلوح في قادم الأيام جفاف على عموم التراب الوطني، فما تم من تساقطات مطرية حتى الآن …. نذير شؤم، و يُخبر عن سنة جفاف ماحق سيقضي على الأخضر و اليابس إذا لم يتم تدارك آثاره السيئة قبل فوات الأوان.
و من المعلوم أن الجفاف الذي لاحت ملامحه، يهدد ثروتنا الحيوانية و التي تعتمد على ريعها طبقة عريضة من المجتمع ( على الأقل نصف السكان )، و يهدد من كان إعتمادهم على الزراعة المطرية وهم فئة عريضة.
واقع بدأت تتضح ملامحه، سيساهم في تدهور الحالة المعيشية للمواطنين _ إن لم يتم تدارك آثاره السيئة _ والتي كانت تعاني من تداعيات تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني، و أرتفاع أسعار نقل البضائع عالميا ثلاث مرات على الأقل.

الحكومة أمام تحد حقيقي، و أملنا فيها كبير، و نتمنى أن تبدأ في وضع الحلول المناسبة لمواجهة هذا الواقع المخيم على البلاد، و وضع استراتجية وطنية متكاملة. أساسها الوقوف إلى جانب المنمين و العاملين في مجال الزراعة المطرية في محنتهم الثقيلة و التخفيف من آثار نقص الأمطار، وذلك من خلال العمل على تنفيذ أدوات تَدَخُل مباشرة يكون لها كبير الأثر على تحسين ظروف معيشة المتضررين، و من بين هذه الأدوات:

أولا / أدوات دعم المنمين.

1- توفير الأعلاف و الأدوية للحيوانات و بكميات كافية؛
2- التأكيد على أهمية المنمي محليا ( وقوف الإدارة المحلية معه و ضبط أسعار الأعلاف و محاربة الاحتكار و المضاربات.. .)؛
3- تحيين إتفاقيات الاستفادة من مراعي دول الجوار؛
4- إستنفار أطقم سفاراتنا في دول الجوار التي ترعى فيها مواشينا( مالي و السنغال ) و الوقوف على مسارات المنمين الوافدين على مراعي هذه دول و التواصل معهم و تهيئة لهم ما يلزم من الوثائق الإدارية و التراخيص المطلوبة.

ثانيا / أدوات دعم العاملين في مجال الزراعة المروية:

1- دعم بنوك الحبوب على المستوى الوطني و زيادتها خاصة في مناطق المزارعين المتضررين من نقص الأمطار؛
2- فتح دكاكين أمل في التجمعات السكنية الخاصة بهذه الفئة من المزارعين؛
3- جعل هذه الفئة أولوية في برامج وكالة تآزر و مفوضية الأمن الغذائي و جميع هيئات الدعم الرسمي و المجتمع المدني.
4- إستحداث مشاريع مدرة للدخل تستهدف المزارعين العاملين في حقول الزراعة المطرية.

نظرا لإتساع قاعدة المتضررين من آثار نقص الأمطار و ضعف قدرتهم الشرائية أصلا و خطورة ما سيحل بهم، فإن وضع إستراتيجية للوقوف في وجه هذه الآثار الكارثية، يتطلب
الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية و أن تكون تحت الرعاية السامية لفخامته، مما يضمن الدقة والسرعة في التنفيذ من ناحية و من ناحية أخرى يبعث الارتياح في نفوس المتضررين، فشخص رئيس الجمهورية يقف إلى جانبهم في محنتهم.

د.محمد الأمين شريف أحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى