من منشورات الفيس : كيفه وغياهب النسيان

في سنة 1905 _1906 ولدت من أرض المنارة والرباط. ومن رحم البداوة والمعاناة بنيت أسماها ساكنيها ” كيفه ” فحلم من أنشؤها أنذاك أن يخرجوا المدينة “الفاضلة ” عند الفارابي من التصور إلى واقع ملموس تنطبق مواصفاتها على مدينة ” كيفه ” 

مع مرور السنيين والعقود كبرت تلكم البنيت وأنجبت من الأبناء الألاف حتى نضب رحمها واحدودب ظهرها ؛ بلغت من العمر قرنا ولم تزل ولله الحمد تحبل ………
من ابناءها ثلاث 3(( نواب)) واربع 4 (( وزراء )) و (( رئيس)) ……
والمثقفون والسياسيون ورجال الأعمال وصناع القرار وحتى الشعراء والأدباء……..
ومن رأى حالها وواقعها يخيل إليه من سوئهما أنها عقيمة

وأكثر أبناءها الفقراء والمساكين والتعساء المغلوبين على أمرهم ومنهم بين ذاك وذاك …….

إلا أن الفئة الأولى من الأبناء لا يلتفتون إلى أمهم إلا يوم يحتاجون إلى أصوات إخوتهم التعساء في الانتخابات………الخ
ظنت تلكم العجوز انها قد انجبت أبناءا سيخرجونها من غياهب النسيان إلى العزة والشموخ و سيرفعونها من الثرى إلى الثريا لكن هيهات هيهات فقد تبين أنها أصيبت بمرض ” الزهايمر ” فكثيرا مايصيب كبار السن أمثالها .

لابنى تحتيه تذكر في تلكم المدينة “كيفه” العجوز ٫ فما يقارب 8 ثمانية مرافق عمومية عبارة عن منازل مؤجرة ؛ و لا شوارع ولا طرقات واسعة تنسيك ضيق أحياءها عدى اشباه طرقات أنشئت في فترة الرئيس المنتهية مأموريته أفسدت المياه أجزاءا كثيرة منها .
زيادة على كونها غاصة بالقمامات

فمن تجول في أحياءها ورأى بأم عينه ضيقها بأهلها رغم مساحتها الكبيرة وموقعها الجغرافى المميز والكثافة السكانية التى تزاد لحظة بلحظة ويوم بعد يوم يعرف انها تحتاج إلى إعمار أو على الاقل مايحصل عليه السكوت تخطيط المدينة
ناهيك عن موجات العطش التى يعانيها السكان ،
والتى كانوا أكثر مايعانونها في فترات الصيف إلا أنه ونتيجة لرداءة الخدمات أصبحت كل فصول السنة بالنسبة لهم صيفا

زيادة على ذلك غلاء المعيشة وحدث ولا حرج ولا ينبأك مثل خبير
لا استثمرات ولا مشاريع تنموية ولا مصانع ولا جامعة ولا شبكة طرق حديثة ولا أي شيء يدل على أنها في القرن 21

ولا مبادرات من أطر المدينة تذكر فتشكر

أما من الناحية التعليمية والصحية فهم في سبات منذ عقود أطول من سبات أصحاب الكهف
فتخيلوا أن مدينة يزيد تعداد سكانها على المائة الف (100 ألف) نسمة لاتوجد فيها غير ثانويتان (( ثانوية كيفه رقم 1 وثانوية كيفه رقم 2 )) إضافة إلى شبه ثانوية أنشىت السنة قبل الماضية بجانب الإعدادية رقم 3 بالمدينة

وبقت تلكم العجوز الطاعنة في السن والأم المكلومة كما وصفها أحد أبناءها البررة Ahmedjeddou Ebih :

“”نسيا منسيا فلا الفقير اتعظ وبرها ولا الغني حن وفعلها ، وهي رغم عاديات الزمن وصدمات فلذات كبدها لاتزال شامخة تتوكأ على عصاها وتهش بها على من تبقى معها وتريه كيف لاتزال صديقاتها تحافظن على جمالهن بسبب الخدمات التي يقدمها ابنائهن لهن …

السيدة تستنجد أبناءها وتصرخ بأحبالها الصوتية “المبحوحة” من منكم رجع لي وقام بإعانة إخوته سامحته ومن منكم أصر على لهوه وتفاخره ولم يحضر لي لن اسامحه إلى يوم الدين …
كل ما أريده هو رأيتكم متحدين كلكم سند للآخر …
عندها سأرقد بسلام …””
وكانت مدينة كيفه ولا تزال تعانى على المستويين الخدمى والمعيشي

هلا لبيتم دعوة أمكم ؟
متى ستنتقل مدينة كيفه من حال إلى حال ؟؟.

من صفحة القاسم اعل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى