كيف يكون اصلاح مع وجود مسربين

قلما تنظم مسابقة في هذا البلد إلا و سمعنا خلالها عن تسريب مادة أو مواد من هذه المسابقة. و غالبا ما ينتهي أمر هذا التسريب بالنفي المطلق أو نادرا بإعادة بعض المواد المسربة دون أن يكون هناك تحقيق جدي في حالة التسريب هذه علما بأن القائمين على العملية من بدايتها إلى نهايتها أشخاص محدودون و معروفون .

إن  العملية المذكورة تبدأ بطرح المواضيع ، ثم طباعتها و سحبها و تكثيرها ثم جعلها داخل الظروف المخصصة لها ثم توجيهها إلى مراكز الامتحانات ثم توزيعها داخل فصول المسابقة و من اللازم أن كل قائم على أي مرحلة من هذه المراحل يكون محل ثقة من الجهات القائمة على المسابقة فإذا اختل هذا الشرط كانت لجنة المسابقات هي المسؤول الأول عن تسريب المسابقة أما إذا كانت اللجنة تدعي – كما هي عادتها دائما – أنها أوكلت المهمة إلى أهل الثقة فمن اللازم هنا أن يحقق مع هؤلاء كل على حدة حتى يعرف مكان الخلل و يعاقب المسؤول عن هذا السلوك المشين عقوبة رادعة لغيره حتى لا يتجرأ أحد بعده على القيام بمثل ما قام به .

إن الحديث عن إصلاح التعليم في ظل هذا النوع من الممارسات مع غض الطرف عن فاعليها يكاد يكون ضربا من الخيال ففاقد الشيء لا يعطيه.

يتحمل المتسابقون مع كل أسف أخطاء لم يرتكبوها و يدفعون مقابل ذلك أثمانا باهظة ماديا و معنويا في حين أن أغلبهم خاض هذه المسابقة من أجل الحصول على أجر زهيد يسد به رمقه و يتعفف به عن سؤال الناس.

 

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى