إلى فقهائنا الأجلاء

لا يحق لي الاعتراض على الفتاوى الشرعية التي يصدرها فقهاؤنا الأجلاء لعدم الكفاءة لكن يحق لي أن أطرح عليهم بعض الأسئلة التي تدور بخلدي بخصوص بعض المستندات الشرعية التي يبنون عليها أحكامهم و من هذه الأسئلة:

يذكر السادة الفقهاء في تبريرهم لمنع صلاة الجماعة في هذه الظروف حديث النبي صلى الله عليه و سلم  لوفد ثقيف : << إنا بايعناك فارجع>> و السؤال المطروح هنا : هل أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم هؤلاء القوم بعزل صاحبهم؟ و معلوم أنه صلى اللله عليه وسلم حريص على كل المومين رؤوف رحيم، و هل أمرهم بأن لا يتركوه يدخل المسجد و هو صلى الله عليه و سلم لا يسكت عن حكم شرعي؟

أسئلة أخرى تتعلق بما جرى بين الخليفة عمر بن الخطاب و أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما بشأن الطاعون : كثيرا ما يورد فقهاؤنا هذه القصة على أنها مبرر شرعي لمنع صلاة الجماعة في مثل تلك الظروف و لكن ما أريده من فقهائنا الأجلاء تبيان حكم عدم استجابة أبو عبيدة لدعوة عمر و لماذا لم يعاتب عمر أبا عبيدة؟ ما حكم ما فعله أبو عبيدة و خلفه معاذ بن جبل من عدم أمر الناس بالتفرق و ترك الصلاة في المساجد في نظر فقهائنا الأجلاء؟ هل أرغم عمرو بن العاص الذي خلف معاذ الناس على  إقامة الصلاة خارج  المساجد  أم كان مجرد رأي؟

بعض الاستشكالات أريد الرد عليها ممن هم أهل لذلك، لا أطرحها جدالا و لكن ليطمئن قلبي.

وما أتمناه ختاما من القائمين على الشأن العام أن لا تكون المبالغة في تطبيق القرارات خاصة بالمساجد فالشوارع العامة و المناسبات على مدى أيام السنة مسرح لارتكاب المحرمات من اختلاط و غيره من مقدمات الزنا و الفواحش المختلفة و معلوم أن هذه الفواحش هي رأس كل بلاء و وباء.

جعلني الله و إياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى