كيف نطمع من الأناني أن يؤثر الغير على نفسه؟

من واقع مجتمعنا المر أن المواطن البسيط لا يمكنه – في أغلب الأحيان – أن يحصل على حقه في التوظيف و لا في العدالة و في الإدارة … إلا إذا تعلق بوجيه أو ذي مال. فأي مواطن لا يجد من يقف خلفه بقوة النفوذ أو المال لا يمكنه أن يحصل على أبسط حقوقه في هذا البلد المسلم الذي كان من اللازم أن تكون قوانين الشرع التي تأمر بالعدل و الانصاف هي الفيصل الذي يقضى به بين الرعية.

في هذا الواقع لا بد أن يكون هناك وجهاء و ” سياسيون” و أصحاب أموال يتحكمون في مفاصل الدولة بقوة الجاه و قوة المال يلجأ إليهم البسطاء في قضاء بعض حوائجهم و يكتسبون هم بذلك المكانة المرموقة داخل المجتمع و يصبحون من الذين يشار إليهم بالبنان و يذكرون في المحافل و تشد إليهم الرحال و يقصدون في قضاء الحوائج…

إن من يطلب من مثل هؤلاء أن يقدموا مصالح العامة على مصالحهم الخاصة يكون قد ظلمهم، فكيف يترك هؤلاء برجهم العاجي و ينزلوا إلى مستوى البسطاء من الناس؟، بل كيف لهؤلاء أن يقبلوا بحدوث اصلاح سيجعل العامة تستغني عن خدماتهم لأنها ستجد في ذلك الإصلاح طريقا للتخلص من ربقة العبودية التي يجعلونها في رقاب البسطاء؟

محمد محمود العتيق

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى