هل القصر الرئاسي ملكية خصوصية؟

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موائد إفطار يقيمها رئيس الجمهورية لصالح منتخبين و وجهاء من الموالاة دون غيرهم من أطياف الشعب الموريتاني.

لقد أثارت هذه الممارسة في نفسي بعض التساؤلات من قبيل: هل القصر الرئاسي ملكية خصوصية لسيادة الرئيس يستدعي إليها من يشاء و يمنع من دخولها من يشاء أم أن القصر الرئاسي هو ملكية عمومية يجب أن يشعر جميع المواطنين في هذا البلد أن المقيم فيها ، المنتدب لتسيير شؤون هذا البلد ما هو إلا موظف في خدمة هذا الشعب و يجب عليه شرعا و قانونا أن يعامل الجميع بالعدل و المساواة.

إن استدعاء نواب و عمد و غيرهم من الموالاة إلى مثل هذه المناسبات من طرف المسؤول الأول في البلد ليصرف عليهم من ميزانية هذا البلد يجعل غيرهم من المنتخبين يشعرون بعدم الرضا أو على الأقل يجعل البسطاء من الناس يتخيلون أن القصر ملك للبعض دون الكل و هذا  أمر غير صحيح.

  لقد كان من واجب سيادته أن يستدعي الجميع: موالاة و معارضة و غيرهما كثير – إن كان هناك ما يستوجب الاستدعاء أصلا- و لا عليه بعد ذلك إذا رفض البعض و قبل البعض الآخر.

يجب على الرئيس و موالاته أن يدركوا أن مثل هذا التوجه لا يصب في صالح ما قيل خلال بعض هذه الموائد من أن الرئيس يرحب بجميع الداعمين لمرشح السلطة مهما كانت توجهاتهم السابقة فقد يكون هذا النوع من الإقصاء اتجاه المعارضة سببا في نكوص بعض المعارضين الذين أعلنوا دعمهم لمرشح النظام المذكور عن دعم هذا المرشح و كيف لا و هم يرون بأم أعينهم مدى استهتار السلطة بهم ،من خلال الهجوم المسلط عليهم من طرف بعض أبواق النظام، و استهتارها برفقاء دربهم من المعارضة من خلال الإقصاء و التهميش الممارس عليهم.

أن على القائمين على هذه الموائد أن يعلموا أن مئات الآلاف من هذا الشعب في حالة من ضيق العيش تجعلهم عاجزين عن توفير وجبة إفطار واحدة خلال رمضان كله، و أن ما ينفق في مائدة واحدة من موائد القصر الرئاسي يكفي لإعالة مئات الأسر شهرا كاملا، فهل يفيق هؤلاء من سباتهم و ينتبهوا و لو أخيرا إلى الحكم التي من أجلها شرع الصوم؟

رحم الله عمر بن عبد العزيز

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى