الوفود…. على عام الوفود
((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))
لم يكن من منهج النبي صلى الله عليه و سلم تذكير المهاجر إليه بسابقة كفره ( إن الإسلام يجب ما قبله ) ( ذكر الجفا أيام الصفا جفا ) بل كان هديه تذكير الرجل حتى و لو كان كافرا بما يحمل من مزايا حميدة (أشج عبد القيس )…… فأخذ الناس باللين من القول و الفعل (( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فما جاء بالكلاب المدربة و ماء دورات المياه و السيارات المصفحة و الرجل و الخيل ليرهب قومه يوم خالفوه الرأي في صلح الحديبية حين أمرهم بالحلق و النحر ثلاثا فلم يفعلوا حتى قام و حلق و نحر. وما كان مستبدا برأيه (( أشيروا علي أيها الناس )) و ما علم دعاة منهجه ( مديري حملاته ) منهج التخويف أبدا ( يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا ) و ما علمهم الكذب و لا التملق و لا الوعود الجوفاء و لا جعل العشريات العجاف عاما فيه يغاث الناس و فيه يعصرون……. و لم يبع ساحات مكة و المدينة ……..
لقد علم الانصار حب من هاجر إليهم بلا تكلف و لا تشكيك و غرس في صدورهم السعة لما يأخذ المهاجر من مال الله الذي أعطاه و عودهم الترفع عن الدنيا و زينتها ( القصور في فرنسا و المغرب …. و المجمعات التجارية….و شرائك الطرق و الصناديق السوداء و البيضاء و الحمراء و الإبل في صحراء تيرس………. فما تقرب بعضهم من بعض تزلفا و ما فتح أحدهم جيبه إلا لينفق لا ليدخر و ما ألف الدرهم المضروب صرتهم…… بل كان الإيثار و لو كانت بهم خصاصة و ضيق كلية إقتصادهم قراءة و فهما و تطبيقا لا مؤشرا يرفعه وزير اقتصاد و هو منخفض ……..
نعم إن مسير الهجرات و الوفود أمر طبيعي في أي حراك يراد له أن ينجح و نحن في المعارضة وقانا الله شح أنفسنا نستقبل الوفود بصدور مفتوحة و قلوب صقيلة و نضع كل وفد حيث ينبغي أن يكون فنخالطه النفوس و نلجئه إلى غرفات أدفأت و أظلتي….. و الوفود تترى و ما خفي اعظم …..(( و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ))