ورد في بعض الأخبار المتداولة من القصر الرمادي أن رئيس الجمهورية نبه الحضور لمأدبة افطار نظمت لصالح بعض المنتخبين إلى أن عدم نجاح المرشح ولد الغزواني يعد خطرا على مستقبل البلد.
و من المعلوم أن رئيس الجمهورية في دستورنا هو حامي الدستور و هو المسؤول الأول عن درء كل الأخطار التي تتربص بهذا الوطن الغالي و يترتب على هذا أن رئيس الجمهورية مخول من طرف القانون الموريتاني أن يتخذ كل الإجراءات التي تجعل البلاد محصنة ضد المخاطر المختلفة و من تلك الاجراءات القيام بتنصيب ولد الغزواني رئيسا للجمهورية منذ الآن و قبل أي انتخابات رئاسية قد ينتج عنها نجاح شخص آخر و يكون وقتها سيادة الرئيس قد فرط في مسؤولياته اتجاه هذا الوطن هذا في حالة ما إذا كان الخطر الذي تحدث عنه الرئيس خطرا داهما لا مناص من وقوعه و يستهدف كيان الدولة في حال عدم انتخاب ولد الغزواني أما إذا كان الحديث عن الخطر هو مجرد دعاية سياسية لأحد المترشحين دون الآخرين فهذا مع الأسف البالغ لا يعدو كونه مخالفة واضحة من سيادة الرئيس للدستور الموريتاني الذي كان من المفترض أن يحترمه أكثر من غير .
إن الثابت عندنا- و لا عذر لأحد في جهل القانون – أن الدستور الموريتاني ينص على أن الرئيس مهما كان مواليا أو معارضا يصبح رئيسا لجميع الموريتانيين بمجرد فوزه بهذا المنصب و بالتالي فالدستور يلزم سيادة الرئيس بالوقوف على الحياد التام من جميع المتنافسين السياسيين، صحيح أن له أغلبية يطبق من خلالها برنامجه الانتخابي و لكن لا يعني ذلك أن يخوض الحملة الانتخابية إلى جانب أحد المترشحين دون الآخرين خصوصا و أن المجتمع الموريتاني لا يزال إلى حد كبير يؤمن بفكرة أن الدولة لا تعارض و سيادة الرئيس أدرى بذلك من غيره.
أنني أتمنى أن تكون لنا أغلبية سياسية تعتمد في تحقيق مكاسبها السياسية و الانتخابية انطلاقا من قدرتها على حسن التسيير و قوة الحجة في الإقناع و ليس انطلاقا من الاستنجاد بالرئيس الذي يتكئ على كرسي الرئاسة في مجتمع مثل مجتمعنا و ليست الانتخابات الأخيرة و ما سبقها إلا دليل صارخ على عجز هذه الأغلبية – حتى الآن – عن الاعتماد على نفسها دون افحام الرئيس في صراعات سياسية هو في غنى عنها.
محمد محمود العتيق