ماذا لو كان غزواني غير مدعوم من السلطة القائمة؟

لا يمر يوم من الأيام إلا و نسمع أو نرى أو نقرأ عن مبادرة هنا و أخرى هناك دعما للمرشح للرئاسيات محمد ولد الغزواني في حملة انتخابية سابقة لأوانها، و في كل هذه المبادرات تطالعنا نفس الوجوه التي كانت بالأمس القريب لا تبغي بصاحب الفخامة الحالي بدلا، و الغريب أن خطابات هؤلاء تناقض ما كانوا يرفعونه من شعارات تمجد الرئس المنتهية ولايته من قبيل رئيس الفقراء حيث ظهر بعض هؤلاء يدعو إلى أن يكون ولد الغزواني رئيسا للفقراء ، و ذهب البعض الآخر إلى القول بأنه لولا ترشح ولد الغزواني لما توحد موقف مواطني منطقته و ذلك ما يفهم منه أن الذي قبله لم يكن عامل توحيد لهؤلاء …

ماذا لو كان المرشح المدعوم من النظام غير غزواني ثم تقدم الأخير لنيل ثقة الشعب؟ هل كان هؤلاء سيتهافتون إلى مبايعته؟ أعتقد أن الجواب مختصر و معلوم و هو النفي القاطع فهؤلاء المتهافتوت لا يهمهم شخص المترشح بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة و الضيقة التي يعتقدون أن تحقيقها لا يتأتى إلا  بالتزلف و التقرب ممن يجلس على كرسي الرئاسة أو من يدعمه هذا الأخير، فلو أن السلطة القائمة دعمت شخصا أيا كان لكان غاية هؤلاء دون تفكير و لا تردد.

أما آن لهؤلاء المتهافتين أن يقفوا مع ضمائرهم وقفة تأمل و أن يستشيروا عقولهم قبل جيوبهم و بطونهم حتى يعاملوا هذا المواطن المسكين و المغلوب على أمره معاملة الإنسان لأخيه الإنسان لا كما تعامل البهائم التي يقدم لها العلف لتسمن  فتحلب و تباع و يؤكل لحمها…

سيسجل التاريخ لهؤلاء أنهم ما فتئوا يستخدمون ما أوتوا من قوة المال و الجاه – المتحصل عليها على حساب تواصل آلام هذا الشعب و ضياع آماله –  في سبيل منع المواطنين الأبرياء من ممارسة حقوقهم الكاملة في التعبير عن خياراتهم الانتخابية بكل حرية و تجرد.

محمد محمود ولد العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى