كيف يمكن أن نجري مقارنة موضوعية

كثيرا ما يلجأ بعض الناس إلى اجراء مقارنات بين  أشخاص بهدف  ابراز أو جه التشابه و الاختلاف بينهم  أو مقارنة سلبيات هذا و إيجابياته بسلبيات و إيجابيات  الآخر حتى يكون الحكم على هؤلاء الأشخاص على بينة من الأمر ، و هذا لعمري أمر في غاية الأهمية خصوصا عندما يتعلق الأمر بأشخاص يتقدمون لقيادة الدولة لما تتطلبه تلك القيادة من صفات ميثالية يجب أن تتوفر في من ينال ثقة الناخبين.لكنني أعتقد أن تلك المقارنة – كي تكون موضوعية و مقبولة لدى الرأي العام – لا بد أن تنطلق من مسلمتين أساسيتين هما : التجرد من العواطف ، و صدق المعلومة

أولا : التجرد من العواطف: اعتقد أن من يريد أن يجري مقارنة بين أشخاص مجبر على التجرد الكلي من جميع العواطف مهما كان نوعها و التي بإمكانها أن تدفع المقارن – إراديا أو لا إراديا- إلى قول ما يمكن أن يؤول على أنه تحيز لهذا الجانب أو ذاك ، لذلك يجب عليه أن يعرف التفاصيل المتعلقة بكل الأشخاص المذكورين و أن يذكرها كاملة بنفس التفاصيل و بنفس الأسلوب.

ثانيا: صدق المعلومة: أعتقد أيضا أن المقارنة الموضوعية تتطلب قدرا كبيرا من التحري في المعلومات المقدمة عن الاشخاص فليس الأمر هنا قابل للتخمين و لا للتلفيق و  لا لإلقاء الكلم على عواهنه لأنه عند ذلك يتحول إلى قذف يعاقب قائله شرعا و قانونا.

و عليه فإنني لا أجد من باب الإنصاف  و لا الموضوعية عند مقارنة أشخاص أن نكتفي بسرد بعض المعلومات المتعلقة بأحد هؤلاء ثم نصدر الحكم على الجميع دون أن يعرف القارئ ما يتعلق بالآخرين.

محمد محمود ولد العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى