د.الشيخ سيد عبد الله يثير شجون أبناء مدينة كيفه في الغربة

كيفة ..
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي == وأول أرض مسّ جلدي ترابها…

كيفة عروس الشرق، تاريخها ضارب في عمق الوطن، وله قدمت عظماء كانوا قناديل توزع النور والضياء في الدعوة والثقافة والسياسة والاقتصاد و الرياضة والفن …
لا تضيرها الاشاعات والتلفيقات .. ولا حتى نزقات الغرباء..
على أديمها مد الكرم جذوره والعطاء عراجينه والنبل عناقيده..
ستبقى كيفة .. ستبقى لعصابة .. قصة شرف تتوارثها الأجيال ويترنم بلحنها العابرون…

يقول سيدي محمود ولد با أحمد الإدولحاجي غداة احتلال مدينة كيفة 1907 م عندما شاهد الفرنسيين يمرحون في معاهد صباه :

على (سگطار) لو وقفت غدية == علمتَ بأن الله ذا العرش قادر

يساري (ذو الأنوار) و(الفرع) خلفه == و(ذو مطر) من بين ذينك ظاهر

و(بابو) على اليمنى يراه الذي رنا == به الروم حول الخندريس تسامروا

فهذي ديار الحي مذ كان آمنا == له العز من دون الورى والمفاخر

فلما بدا الربع المحيل بمقلتي == وجال افتكاري والدموع تناثر

تذكرت قول الجرهمي : إلى الصفا == أنيس ولم يسمر بمكة سامر

بلى نحن كنا أهلها فأبادنا == صروف الليالي والدهور دوائر

ذو الأنوار : بولنوار
الفرع: لم يغير تسميته
ذو مطر : بلمطار
بابو : (حاسي بابو) هي التسمية القديمة لكيفه

كيفة، مثلما تبتلتُ شعرا وتصوفتُ عشقا ذات مساء على روابيك، دعيني أقترض من نزار قباني فيكِ :

يا (كيفه)، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها == فمسِّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي == وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا

تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها == وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا

وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً == وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا

أتيتُ من رحمِ الأحزانِ… يا وطني == أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا

حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا == فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟

أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها == ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا

فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً == و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا.
الدكتور الشيخ سيدي عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى