هل أتاكم حديث يعقوب….!!!
لقد صدق من قال يوما أن بلاد المنكبي البرزخي بلاد الرحيل والانتجاع والانتقال… ومرابع التحول والتبدل والارتحال…
حقيقة أن بلادنا بلاد المكارم والعجائب والغرائب…
هل تتذكرون عصامية النائب يعقوب ول امين وصولاته وجولاته… المناوئة تحت قبة البرلمان خلال السنوات القليلة الفارطه؟؟؟
هل كنتم تظنون حينها أو يظن أكثركم تفاؤلا واستشرافا لمآلات الأمور وعواقبها أن يغير أو يبدل أو يراجع النائب يعقوب مواقفه ورؤاه… في ظرف قصير ووجيز كهذا؟؟!!!
لا شك أن من قرأ منكم تصريحاته اليوم لبعض وسائل الإعلام المحلية بشأن دعمه لتغيير الدستور سيدرك بجلاء ودون أدنى مواربة أو رتوش أنه تغير وبدرجة مائة وثمانين في الاتجاه المعاكس…!!!
لقد أصبت اليوم بالصدمة والارتباك وأنا أقرأ في بعض المواقع المحلية عن موقفه الجدي والجديد جملة وتفصيلا من حديث الساعة هذه الأيام حتى كدت ما أصدق عيناي بل وأشكك فيما سمعته أذناي وطفقت أقرأ الخبر المرة تلوى المره وأراجعه الكرة تلوى الكره دون نفي أو طائل أو تشكيك… سبحان مقلب القلوب والأهداف والمقاصد والأحوال….!!!
هل سمعتم أو قرأتم أو اطلعتم أو علمتم أو أو… أن يعقوب ول امين وحزبه التحالف الديمقراطي غادرا ضفة المعارضة المحاورة صوب الأغلبية والموالاة؟؟
وإذا كان الجواب بلا وهو بالطبع لا فلماذا يكون ملكا أكثر من الملك…؟؟!! إن لله في خلقه شؤون.
ومما لا شك فيه ولا مراء أنه يحق ليعقوب وبكل تأكيد ويقين كأي سياسي موريتاني أصيل أن يتحول من أقصى اليسار إلى أقصي اليمين بين الفينة والأخرى دون سابق إعلان أو إشعار أو إنذار… أو أن يبدل موقعه وتموقعه في المعارضة الردكالية الناطحه إلى أقرب وأدنى منزلة بين حنايا الأغلبية الموالية الناصحه….
فهذا من حقه شرعا وطبعا وعرفا وقانونا… ولا منقصة فيه مطلقا ولا تمحيص ولا غضاضة ولا ذام…. بل قد يحمد له ويذكر ويقدر له يوما ويشكر… إذ يدل ربما فيما يدل عليه على قوة شخصية الرجل وعلى كارزميته الفذة والعتيده إن عارض عارض بقوة وصراحه، وحين يوالي يوالي بشهامة وملاحه…
أما أن تكون بواكير موالاته من باب حتى لا أقول من نافذة تغيير الدستور وليس تغيير الدستور فحسب بل ومراجعة مواده المحصنة التي أجمع واتفق عليها جميع الطيف السياسي الموريتاني بكل ألوانه وأركانه وإيدولوجياته ومكوناته…. وهي المواد التي أقسم عليها رئيس الجمهورية وكرر مرارا وتكرارا وفي أكثر من مقابلة ومناسبة ومكان وزمان… أنه ملتزم بها وبمضامينها ومقتضياتها… وأنه لن ولم يراجعها أو يبدلها أو يغيرها أو يحورها أو أو… أبدا ما بقي في القوس منزع أو في الوقت متسع…
ثم يفاجئنا اليوم النائب يعقوب بل ويفاجئ الرأي العام الوطني والدولي بأنه أول الداعين والداعمين لتغييرها وتبديلها فهذا ما لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين تشائما وارتباكا وارتكاسا…
وقديما قيل: من مأمنه يؤتى الحذر .
اللهم جنب بلادنا المكائد والشرور والفتن، ما ظهر منها وما دبر وأضمر وبطن….
بقلم/ المصطفى بن أمون .