زيارة النائب لمرابط ولد الطالب ألمين للمدارس عبثية أم أنّها تمهد لما هو أكبر؟/ غالي بن الصغير

لفت انتباهي النشاط المحموم الذي يقوم به النائب لمرابط ولد الطالب

ألمين في مقاطعة كيفه في هذه الأيام.

الرجل تجوّل بين المدارس و دخل الفصول و طالع بأمّ عينيه النواقص

التربوية و البشرية و البني التحتية التي يعانيها هذا القطاع.

النائب أجتمع  أيضا بوجهاء شعبيته وسمع لشكاويهم و مطالبهم و

أفسح صدره لأوجاعهم.

النائب لمرابط بخطواته هذه يشيد مستقبلا سياسيا  شامخا له ؛

استطاع أن ينتزع لبنته الأولى من خلال الاستحقاقات الماضية.

فالرجل يحاول أن يتغلغل أكثر في المجتمع تارة بهذه الزيارات ؛ و تارة

أخرى من خلال بذل وجاهته في إنجاح بعض المشاريع الصغيرة لبعض

أنصاره.

و طورا يتغلغل من خلال فرض استفادة بعض أطره و شبابه من الترقية

و التوظيف.

أليس هوّ من كان وراء ترقيّة موظّفين كثر في كيفه داخل ولايتهّ في

الأيام الماضية و خارجها؟ على سبيل المثال ؛ أو هكذا أشيع.

النائب لمرابط الذي هزم مشيختين تقليديتين في مقاطعة كيفه ؛بعدما

رفضا تزكية ترشيحه ؛ يبدو أنّه لا يريد لمستقبله السياسي أن يكون

لحظة عابرة ؛ بل يريده أن يكون ديمومة ماضية يبذل فيها المال ؛ وزكاة

الجاه ؛ و حنان الشعبوية.

ثلاثية لا يحسن ركوبها أترابه في الحزب الحاكم إلى حدّ الآن.

 أعرف أنّ النائب قفل إلى العاصمة ؛ و أنشطته لم تغيّر واقعا بمدينة

كيفه ؛ هذا لا جدال فيه.

لكنّها بكلّ تأكيد هذه الزيارة أبدعت فنّا جديدا على ساسة مقاطعة كيفه

؛ الذين يفضلون سياسة التعالي على المواطن المسكين الذي صوّت

لهم ؛ و يختارون صمت القبور على أوجاعه ؛ و يوصدون الأبواب أمام

ضعافه.

النائب لمرابط ولد الطالب ألمين  يحرج الجميع بما في ذلك منتخبي

حزبه الجديد الحزب الحاكم ؛ ويفرض فنّا  جديدا علي ساسة كيفه  وهم

لا يألفونه.

فهل سوف يفاجئنا هذا النائب في المستقبل بتكتل يتزعمه يبتلع كلّ

المناصب الانتخابية في المقاطعة ؟

 لا نستبعد ذلك إن لم يخرج منتخبي الحزب الحاكم  من مخابئهم.

فالنائب  لمرابط لا نقرأ حملاته السياسية المتكررة أنّها عبثية ؛ بل هيّ

مدروسة و واعيّة و تمهد لما هو أعظم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى