موفقة أدبيا، وبلاغيا، إذ كيف لعالم بفنون البلاغة يعلم ضرورة مطابقة
الكلام لمقتضى الحال أن يعرض باتهام الأمير وهو يمدحه، فلو برأه براءة
يوسف فلقد ذكره باتهامه.
ثم إنه يمكن أن ينكت على تحقيق النيابة بالسؤال عن أي التحقيقات؟
فالنيابة أبدت ثلاثة تحقيقات، كان كل واحد منها ينسف ما قبله، وربما
كان الرابع في الطريق ومن يدري ما يحمل؟
أما وصفه بعمامة السوء كوصف البوطي قبله بذلك رحمه الله، من من
مرد على السوم في لحوم الناس، دون وازع غير تارك مساحة مهما كان
حجمها للمشترك، ففضلا عن كونه منكرا من القول، قد يبحث فيه عن
كل معنى إلا نبل الأخلاق ونصرة الحق، فالحق لا ينصر بالبذاءة.
ما الذي يترك الشنقيطي لعتاة السلفية الإلغائيين، حين يكون الحق
المتمحض، مايراه، والباطل المحض ما خالفه؟ وهل الموقف الشرعي
هو ما يراه الشنقيطي ومن وافقه؟ أو هو ما يؤدي إليه اجتهاد مجتهد
بغض النظر عن موقف آخرين؟
رحم الله الصحابة اختلفوا واقتتلوا، ورغم ذلك لم يلغ أحدهم الآخر، ولم
ينكر فضله، فاتفقوا على أنه لا يقام حد على من أصاب دما أو ما لا أو
فرجا متأولا، لأنهم لم يصلوا مرحلة الشنقيطي من الاطمئنان إلى آرائهم
وإلغاء غيرهم، وحين ذكر معاوية عند ابن عباس قال إنه لفقيه.