يعتزم رجل الأعمال زين العابدين أن يقود في هذا المساء ‘‘ مبادرة أطر و
وجهاء لعصابه المطالبة بالمأمورية الثالثة ‘‘ ؛ و لعلّ ما يلاحظه المراقب
على هذه المبادرة هو فقدانها للإجماع الجهوي.
فقد غاب عن اجتماعها التحضيري بالعاصمة :
وزراء ولاية لعصابه ثلاث المحسوبين عليها
و مستشاري الولاية المتواجدين في الرئاسة
و الأمناء العامين
و مديري المؤسسات في العاصمة .
و لعلّ الغياب الأبرز الذي سوف يحدّ من بريق هذه المبادرة كثيرا هو
غياب المشيخات التقليدية عن الإجتماع.
و يعلل بعض المراقبين هذا الغياب الجلي لأبرز أطر و وجهاء الولاية عن
هذه المبادرة إلى عاملين أساسيين :
أحدهما المنافسة الشرسة على زعامة الولاية سياسيا وخاصة
عاصمتها مقاطعة كيفه؛ وظهور رجل الأعمال زين العابدين كقائد لها
وهو أمر غير مسلم به بين القوى التقليدية المحلية ؛ لكنّهم يتعاملون
معه بحذر شديد و تكتم خشية إثارة حساسية الرجل القريب من أذن
الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ثانيا يرى كثيرون أنّ مبادرة ولاية اترارزه حملت شحنة جهوية سلبية ؛ و
معارضة خفية لللواء ولد الغزواني ؛ و لذا فإنّ كثيرا من وجهاء ولاية
لعصابه ينأون بأنفسهم عن كلّ ما تهبّ منه رائحة معارضة ولد الغزواني
؛ و إن كان لا بدّ لهم من ذلك فهم يشترطون إبداء رغبة مسبقة و صريحة
من نظام ولد عبد العزيز.