ﺣﻨﻴﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ – ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺃﻭﻧﻼﻳﻦ
ﻟﻦ ﺃﺑﺎﻟﻎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺷﺒَّﻬﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻨﻈﻴﺮﺗﻬﺎ ﺑـ ” ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ” ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ” ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ ” ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻥ ﺍﺳﺘُﺜﻤﺮﺕ ﻓﺴﺘﻘﻮﺩﻫﺎ ﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴَّﺔ ﻟﺴﻜﺎﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺍﻷﺳﻮﺃ ﻋﺮﺑﻴﺎً .
ﻭﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻓﻘﺮ ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً؛ ﻓﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻣﻌﺪّﻻﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﻴﺎً، ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺣﺎﺩّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ، ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ .
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﻧﻌﻢ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴَّﺔ، ﻓﻌﺎﺋﻼﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 21 ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ ﺑﺸﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺼﻢّ ﺁﺫﺍﻧﻬﺎ .
– ﻣﺆﺷّﺮﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻬﺎﻭﻳﺔ
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﻗﺎﻡ؛ ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ 31.1 % ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ .2016
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ 68.9 % ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ، ﻓـ %89 ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻘﺮﺍﺀ، ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺃﻋﺪَّﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻭﻛﺴﻔﻮﺭﺩ .
ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻮﻧﻴَّﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠّﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ ﺩﺍﺋﻢ .
ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ” ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ” ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺈﻥ ﺩﻳﻮﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ 4.95 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %100 ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻟﻠﻌﺎﻡ 2016 ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ 4.6 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ .
ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ 1150 ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻣﻦ ﺩﻳﻮﻥ ﺑﻼﺩﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺪَّﺭ ﺑـ 88.5 % ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ 1300 ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ .2016
ﻭﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺆﺷّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﺣﻠَّﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻤﺆﺷّﺮ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ، ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻣﻨﻈَّﻤﺔ ” ﻟﻴﻜﺎﺗﻮﻡ ” ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ 2018 ﻣﺘﺮﺍﺟﻌﺔ ﺑﺮﺗﺒﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺭﺗﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2006 ؛ ﺣﻴﺚ ﺣﻠَّﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ 144 ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻐﺎﺭﺑﻴﺎً .
ﻭﻳﺮﺻﺪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭﻣﻨﺎﺥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻣﺔ، ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ .
– ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ
ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺷّﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻟﻮ ﺍﺳﺘُﻐﻠَّﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻣﺒﻜّﺮﺍً، ﻓﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﻔﻮﺳﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺗﺰ ﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘُﺸﻒ ﺣﺪﻳﺜﺎً .
ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻗّﺔ ﺣﻮﻝ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻛَّﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺤﻮ 1.5 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻃﻦ .
ﻭﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟـ 13 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎً، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻌﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ( ﺃﺳﻨﻴﻢ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟـ 40 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﻓﻲ .2025
ﻭﺗﻤﻠﻚ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺛﺮﻭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺗﻘﺪَّﺭ ﺑﻨﺤﻮ 25 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺃﻭﻧﺼﺔ ( 845.3 ﻃﻨﺎً ) ، ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟـ 7.3 ﺃﻃﻨﺎﻥ ﺳﻨﻮﻳﺎً، ﺣﺴﺐ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ .
ﻛﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺗﻘﺪَّﺭ ﺑﻨﺤﻮ 28 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2016 ؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﺖ 45 ﺃﻟﻒ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ .
ﺍﻟﻔﻮﺳﻔﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻬﻢّ ﺿﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 140 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺠﻢ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ” ﺑﻮﻓﺎﻝ ” ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ، ﻭﺻﺪّﺭﺕ ﺃﻭﻝ ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗَّﻊ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ .
ﻭﻳﻀﻢّ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 11 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺗﺰ، ﻭﻗﺪ ﺩﺷّﻨﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ، ﺃﻭّﻝ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺗﺰ، ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻨﻊ 100 ﺃﻟﻒ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎً .
ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 245 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺲ، ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻓّﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﻴﻦ .
ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ .
– ﺛﺮﻭﺓ ﺳﻤﻜﻴﺔ ﺿﺎﺋﻌﺔ
ﻭﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﺎﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﺘَّﻊ ﺑﺄﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻏﻨﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﻙ، ﻓﺘﺤﺖَ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ، ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ 170 ﻧﻮﻋﺎً ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﻖ، ﺑﺤﺴﺐ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﻴﺴﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﺻﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻫﻬﻢ، ﻓﺎﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼّﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴَّﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺗُﺠﺪَّﺩ ﻛﻞ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺴﻔﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺑﺎﺻﻄﻴﺎﺩ 225 ﺃﻟﻒ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺳﻨﻮﻳﺎً، ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺼﻮﻝ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 100 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻮﺭﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺗﺘﺴﺒّﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﺨﺴﺎﺋﺮﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ؛ ﻓﺒﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻧﺤﻮ 445 ﻳﻮﺭﻭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻄﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺑﻨﺤﻮ 4934 ﻳﻮﺭﻭ .
ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﺎﻟﻚ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮّﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻜَّﻦ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﻮﻥ .
ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺳﻮﻯ ﺷﺮﻛﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺴﻤﻜﻴﺔ؛ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ .
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻸﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﺠﻤّﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻧﻴﻮ 1984 ، ﻭﺗﺴﻮّﻕ ﻧﺤﻮ 50 ﺃﻟﻒ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻤﺠﻤّﺪﺓ، ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﺪ .
ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ، ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2017 ، ﻧﺤﻮ 950 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺭﺳﻤﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻯ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴّﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﻧﺤﻮ 3 ﻣﺮّﺍﺕ ﻟﻮ ﻃُﻮّﺭ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﺳﺘُﻐﻠّﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺴﻤﻜﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻠﻲ ﺧﺎﻟﺺ