تفاصيل مرعبة تُنشر لأول مرة عن غزو قطر في 1996 ( إقرأ و شاهد)
كشف بول باريل قائد جماعات مرتزقة فرنسية تفاصيل خطة غزو عسكري لدولة قطر أشرف على قيادتها شخصيا بدعم مباشر من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر عام 1996 بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر ذلك العام.
وتمكن مقدم برنامج “ما خفي أعظم” التحقيقي على قناة الجزيرة تامر المسحال من إجراء لقاء حصري مع بول باريل الذي يظهر للمرة الأولى للحديث في هذا الملف الذي بقي طي الكتمان والسرية لعقود.
وقال المسحال إنه حاول لقاء باريل خلال إنتاجه لحلقتين سابقتين عن محاولة انقلاب في قطر عام 1996 لكنه لم يوفق حينها ليتمكن بعد أشهر من الوصول إلى طرف خيط قاده إلى باريل المتواري عن الأنظار، والذي حصل على شهادته أخيراً.
وقال باريل في حديثه لــ”الجزيرة” إن الإمارات وفرت له دعماً كبيراً لإنجاز العملية حيث استضافته وفريقه في أحد فنادق العاصمة أبوظبي، وهو فندق “إنتركونتننتال” الذي تم تخزين أسلحة كبيرة فيه. كما اعترف باريل بأنه تم منحه وفريقه جوازات سفر رسمية إماراتية لتسهيل تحركاتهم بعيداً عن الأنظار، مؤكداً أن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الحالي الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان آنذاك هو من منحهم هذه الجوازات.
إقرأ أيضا: هذه هي خطة الإمارات لغزو قطر التي لم تقبلها أمريكا
وأوضح باريل أنه اصطحب أربعين من فريقه المدربين على درجة عالية في مجالات عسكرية مختلفة للاستعداد لتنفيذ الهجوم، وشدد الرجل السبعيني على أنه استفاد في التحضير للعملية من خبرته وعلاقته السابقة مع كل من المسؤولين في الإمارات والسعودية، حيث كان قد قاد في عام 1979 عملية القضاء على تمرد حركة “جهيمان العتيبي” داخل الحرم المكي الشريف.
وعن خطة العمل قال باريل إن الأسلحة الثقيلة تم جلبها من مصر في حين تم تدريب قوات مشاركة بينهم ضباط وعسكريون قطريون هاربون في الإمارات، في حين تكفلت السعودية بإعداد مليشيات قبلية لعبور الحدود، أما البحرين فقد جعل منها باريل وفريقه محطة لإدارة الاتصال والتنصت على كل ما يجري في الدوحة.
وكشف باريل لأول مرة وبالصور عن عملية سرية استطلاعية قام بها إلى الدوحة أثناء الإعداد للهجوم بدايات العام 1996، حيث قام بتصوير المواقع العسكرية وقصر الأمير وعدد من المواقع الحساسة المفترضة لتكون أهدافاً خلال عملية غزو قطر.
وقال باريل إن خطته اعتمدت على إنزال جوي مفاجئ على أحد الطرق السريعة لطائرات تحمل ثلاثة آلاف من المرتزقة التشاديين الذين تم التعاقد معهم. وأشار إلى أن الرئيس التشادي إدريس دبّي تقاضى مبلغ 20 مليون دولار مقابل الموافقة على هذه العملية، حيث إنه تم تسريح هؤلاء المرتزقة من الجيش التشادي لهذا الغرض.
إقرأ أيضا: السعودية أوشكت على غزو قطر عام 2015
وكشف باريل أن عملية الإعداد للهجوم كلفت في مجملها نحو 200 مليون دولار أمريكي، لكن ما أثر على سيرها وعطل تنفيذها -كما قال- اتصال هاتفي من الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك، الذي اتصل به شخصياً وطلب منه إيقاف العملية، وقال له بالحرف الواحد: “توقف عن أي حماقة”.
ويلفت باريل الى أن الشيخ خليفة آل ثاني قرر أيضاً وقف هذه العملية بعد أن أبلغه باريل بأن حصيلة القتلى قد تصل إلى ألف شخص جراء الهجوم، وقرر الشيخ خليفة على الفور الانسحاب من المشهد وعدم المواصلة في هذه العملية.
وأكد باريل أن الخطة لو تم تنفيذها لحصلت “مجزرة”، مشيراً إلى أن فريقه الخاص كانت تنحصر مهمته في أن يقوم بتأمين الشيخ خليفة بن حمد، وأن يقوم بإلقاء القبض على أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، إضافة إلى القضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية الذي وصفه باريل بأنه كان “الذراع اليمنى للأمير حينها”.
وبحسب باريل فإن وقف العملية أثار غضب قيادات الدول التي دبرتها، وخاصة في السعودية والإمارات والبحرين، وكشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال بعد شهر من فشل عملية غزو قطر، وكانت محاولة اغتياله في العاصمة الإيطالية روما، متهماً السلطات السعودية بالوقوف وراءها.
عربي 21