كيفه: هل تعيش حالة طوارئ غير معلنة من قبل السلطات المحلية ؟ ( الأسباب و الحلول )

الأزمة

تطحن منذ سنين أزمة عطش  حادة مدينة كيفه ؛  و بقيت السلطات

عاجزة إلى حدّ الآن عن توفير المياه الصالحة للشرب لها.

و كان  آوّل أقتراح لحلّ هذه الأزمة هو جذب المياه لها من فمّ لكليت و

هو ما سارع رئيس الدولة خلال إحدى زياراته للولاية  إلى إستبعاده ؛

معللا ذالك بعدم واقعيته.

ثمّ بعد ذالك إتجهت الأنظار نحو دراسة صينية في سقي المدينة من

النهر السنغالي و هو ما ألمح  إليها الرئيس على مؤشراتها الإيجابية.

لكن أزمة العطش تفاقمت و إستفحلت إلى درجة أنّها صارت لا تتحمل

الوعود البطيئة.

حلول مؤقة

حاولت السلطات المحلية التخفيف من الأزمة بتوفير صهاريج لبيع الماء

بأسعار مخفضة .

كما لجأت إلى التنويم المغناطيسي من خلال عدم الأعتراف بالأزمة و

توظيف الإعلام الرسمي في الترويج  ‘‘ أنّ كيفه شاربة و ماه عطشان

‘‘ ؛ جاء هذا على لسان الوالي و الوزيرة و إحدى ناشطات المجتمع

المدني.

فشل الحلّ المؤقت

لكن سرعان ما فشل الحلّ المؤقت بسبب غور المياه و تعطل الصهاريج

. مما ساعد في رواج تجارة عصب الحياة ؛ و صارت هيّ الحل  عند

السلطات ؛ كما تدخل بعض رجال الأعمال المحليين بإيعاز من السلطات

المحلية فقاموا بحفر نقاط  مائية في ‘‘ لمسيله و ‘‘ الكنبه ‘‘ ؛

خطر الماء الملوث

ساعدت هذه النقاط في تخفيف أزمة العطش على المدينة مؤقة ؛ إلا أنّ

أكبر  ما كان يهددها من هذا الحل المؤقت هو مياهها الملوثة ؛ فهذه

النقاط المائية  تقع في منخفض عميق في وسط المدينة ؛  وتطلّ عليها

مراحيض الحيّ الإداري  بأرتفاع عشرة أمتار؛و يخشى البعض تسلل

سوائل تلك المراحيض الملوثة من خلال عيون أرضية إلى مياه هذه

الآبار السطحية.

أضف إلى هذا إلى أنّ ‘‘ لمسيله ‘‘ و ‘‘ الكنبه ‘‘ كانتا مرتعا للأوساخ و

غسيل ثياب المدينة لعقود عدة قبل إستغلال مياهها الجوفية.

حجز آبار نكط لحالة الطوارئ 

شعورا منها بخطورة الموقف ؛ و أنّه قابل للأسوأ في أيّ لحظة ؛ قامت

السلطات المحلية بإجراءات إحترازية ؛ وذالك بحجز آبار مائية مكتشفة

أخيرا من قبل الأتراك ؛ وتركها موصودة؛ خشية نضوب الآبار المائية

الحالية التي تزود المدينة و بشكل مفاجئ؛ فيكون حينئذ عندها ما

تلتجئ إليه.

و أخيرا و نتيجة إستفحال الأزمة و خطورتها تدخلت السلطات من خلال

الهندسة العسكرية من أجل إستغلال آبار نكط و على وجه السرعة في

ظرف أقصاه نهاية هذه السنة من أجل إنقاذ مدينة كيفه من كارثة

عطش صارت محققة في فصل الصيف المقبل؛ و هو ما أعتبره البعض

إعلان حالة طوارئ  من قبل الولاية بسبب كارثة العطش المخيمة عليها.

لكن المشكل في آبار الأتراك المكتشفة أخيرا أنّها لا تحوي من كمية

المياه ما يسقي المدينة لسنين عدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى