كيفه: الشوط الثاني و موسم عودة المغاضبين .. كرها و طواعية

ما إن تم الإعلان عن نتائج الشوط الأول من الاقتراع في بلدية كيفه، و

تقرر إجراء شوط ثان في البلدية بين الحزب الحاكم و حزب تواصل

المعارض حتى بدأ موسم الترحال السياسي “المعلن و الخفي” نحو

لائحة الحزب الحاكم التي يقودها الدكتور جمال ولد كبود.

مغاضبون كثر خاضوا تجربة إثبات الذات في أحزاب أخرى، سيعلنون التوبة، و يأتوا طائعين إلى الحزب خوفا أو طمعا.

و دون الخوض في أسباب مغادرتهم أصلا، و عدم انضباطهم الحزبي، و

حتى عنادهم بعد تصريحات الرئيس في أكثر من مناسبة بأن الخروج

عن خياراته مدفوع الثمن لا محالة، إلا أن عودة هؤلاء كانت متوقعة، و

لكنها اليوم  و إن كانت ستعطي قيمة مضافة للائحة الحزب، و تقوي من

حظوظه في الفوز بفارق كبير، إلا أنها كانت ستصبح أكبر قيمة و أكثر

دلالة في الشوط الأول، و إن لم تكن سابقة.

مرشحون آخرون خاضوا تجربة المغاضبة، و أصطدموا بمعوقات كثيرة، و

محاولات ترهيب و ترغيب، و بذلوا كلما يملكون في سبيل إثبات الذات و

النجاح، و حققوا ذلك كالمحترفين ،رغم حداثة التجربة السياسية و قوة

الخصوم، هي السياسة إذن تعطيك بقدرما تعطيها.

المراقبون للساحة السياسية في كيفه يكاد إجماعهم ينعقد في أن

حظوظ حزب “تواصل” في الفوز في البلدية تكاد تكون ضعيفة جدا

بسبب فارق الأصوات في الشوط الأول : 5200 للحزب الحاكم مقابل

2215 لحزب ” تواصل”، و لكن الاتصالات المكثفة للجماعة حتى قبل

تأكيد النتائج تبرز أن ” الجماعة” لا تريد أن تضيع فرصة، و مستعدة للبذل

بسخاء من أجل الحصول على أصوات الناخبين، أو تحييدهم، و هو ما

يمكن أن يعزز من فرصها.

ما تخشاه ” الجماعة” أكثر هو استغلال نفوذ الدولة في توجيه إرادة

الناخبين، رغم أنها تعلم يقينا أنه حاصل، و أنها لا قبل لها بنفوذ الدولة،

وضغوطاتها.

المفتش عالي ولد يعقوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى