زهرة شنقيط تكتب : معركة كرو .. صراع السلطة والضمي

يتوجه الناخبون يوم غد السبت 15/9 إلى صناديق الاقتراع فى أكثر من 12 دائرة انتخابية بموريتانيا، لاختيار بقية نواب الجمعية الوطنية. وسط صراع متصاعد بين القوى الشبابية المعارضة لنظام الحكم، والنخبة الموالية للرئيس محمد ولد عبد العزيز.

وتشكل مقاطعة كرو أبرز تجليات الصراع الدائر فى الوقت الراهن، بين سلطة تحاول كسر إرادة جيل يتملكه الإحساس بالاستقلالية ونخبة شبابية تعتقد أن صناديق الإقتراع بوابتها المشرعة نحو التغيير وفرض القرار الذى تريد.

فى مقاطعة كرو خاض التيار الإسلامى معركته الأولى من أجل اثبات الذات سنة 2013، مستفيدا من حاضنة شعبية تستثمر فى السمعة والمجد أكثر مما تستثمر فى الحكم وآلياته، لكنها معركة مكلفة بحكم الحصار والضغط والابتزاز والسمعة، بعدما وضعوا تحت تهديد مباشر من قبل مدير حملة الحزب الحاكم، وهو تهديد قد تكون تداعياته بالغة التعقيد إذا خسر الحزب الحاكم جولة الإعادة، أو تمكن “تواصل” من تحقيق اختراق على مستوى البلدية المركزية أو النواب.

شكل فوز ” سلامى ولد عبد الله” صدمة داخل معسكر الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأطاح ” الصعلوك” القادم من أدغال القارة السمراء بنخبة 2006، التى تصدرت المشهد عشية انقلاب السادس من أغشت 2018، وكان بعض رموزها شبه محتكر لكل إساءة محتملة للاسلاميين داخل البرلمان.

تحول “سلامى ولد عبد الله” فجأة من شاعر ثائر ، تتقاذفه متاجر أنغولا، إلى صانع نصر وأيقونة تحرر فى مقاطعة أخذت نصيبها من التداول الإعلامى خلال العشرية الأخيرة.

لم يصنع ” سلامى ولد عبد الله ” نصر 2013 لوحده ، لكنه كان عنوان مرحلة وواجهة لجيل ترعرع أغلبه خارج المحروسة، وأستثمر دون خوف فى أجمل لحظة سمعتها أمهات المشردين فى أدغال إفريقيا بحثا عن لقمة العيش، لقد كانت معركة الشوط الثانى فى كرو 2013 حاسمة على أكثر من صعيد، لقد أثبتت قدرة المهاجر على كسب الرهان فى مواجهة المقيم المتمترس خلف نفوذ المخزن، وأثبتت قدرة الشباب على صنع الفارق فى مواجهة رجال الدولة وصناع القرار فيها، كما أثبتت تجربة أن الإكراه لاتصنع نصرا ، كما لايعتد بها فى أحكام الطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى