موضة الترشحات هل هي ظاهرة صحية أم ظاهرة مرضية؟

تشهد الساحة السياسية في بلدنا هذه الأيام موجة غير مسبوقة من الترشحات لمختلف الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها البلاد قريبا  ( بلديات ، نيابيات ، مجالس محلية) و يستدعي هذا الأمر وقفة تأملية حول جدوائية هذا السلوك من عدمها.

صحيح أن النهج الديمقراطي مبني أساسا على احترام الرأي و الرأي الآخر و على حرية التعبير و الترشح و التصويت لمن تتوفر فيه الشروط المؤهلة لذلك لكن في المقابل تدل كثرة الإختلاف الزائد على المطلوب على وجود علات تكتفن المسار الديمقراطي و هي مؤشر إما على البحث عن مصالح شخصية عند هذا الطرف أو ذاك أو على انقسام حاد داخل المجتمع قد يؤدي به -لا قدر الله – إلى التفكك.

إن ما نشاهده اليوم من فوضوية في الترشحات لا يدل أبدا على نضج ديمقراطي بل يدل على جشع في البحث لدى كثير من الأطراف عن مصالح أنانية لم تتحقق من خلال ما كان يزعم أنه انتماء سياسي فبادر المغاضبون إلى البحث عن مطية أخرى يحاولون  ركوبها للوصول إلى هدفهم المنشود و ليظهروا لمن أغضبهم أنهم هم أصحاب القوس و يجب أن تعاد إليهم و لو بعد حين.

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى