ماذا ترك الرئيس لأحزاب الأغلبية الأخرى؟

كلنا نعرف أن الرئيس و من يدور في فلكه لا يقبلون أن يكون في الخريطة السياسية الموريتانية مكان للمعارضة الجادة و لذا فإننا لا نستغرب أن يشن الرئيس و زمرته حملة شعواء لتشويـــــــــه المعارضة و وصفها بكل الأوصاف التي لا تليق و التي لا يليق لمسلم أن يصف بها أخاه المسلم مهما كان عمق الخلاف بينهما، لكن ما نستغرب هنا هو أن الرئيس و خلال افتتاح حملة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية التي حضرها كاشفا القناع عن الوجه الحقيقي لرئيس هذا الحزب – حتى ولو كان ذلك مناف للدستور- لم يترك مجالا تتحرك فيه من تسمى بأحزاب الأغلبية الأخرى و التي ترى أنها تستمد قوتها و شرعيتها من الوقوف إلى جانب الرئيس. فهذه الأحزاب لم تسمع من الرئيس كلمة تبعث الطمأنية في قلوب مرشحيها بل أسمعها الرئيس علنا أن كل من لم يصوت لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية لا يريد الخير لهذا البلد و مقتضى هذا القول أن من صوت حتى لأحزاب الأغلبية الأخرى ليس ممن يريد الخير للبلد.

إنني على يقين من أن أحزاب ما يسمى بالأغلبية ستجد من التأويلات لما قاله الرئيس- مع وضوحه و صراحته –  ما تحفظ به الوجه و تلتمس به العذر لسيادة الرئيس.

كم كان جميلا أن يقف الرئيس موقفه السليم الصحيح من هذه الانتخابات و يترك كل حزب من الأحزاب السياسية يقوم بما ينبغي من جهود مقبولة شرعا و قانونا من أجل إقناع الناخب و وقتها تكون المنافسة شريفة و المنتصر الأول و الأخير فيها هي المصلحة العامة لهذا البلد.

محمد محمود العتيق

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى