
كيفه تريد ما هو أغلى من عصب الحياة و نورها يا سيادة الرئيس ؟
كن منصفا إن كنت معارضا و قل أنّ نظام ولد عبد العزيز وفّر الأمن و
الأمان لشعبه و وطنه ما مضى من حكمه .
و كن فيك شيمة الأشراف حين تعترف له بإنجازاته العملاقة ؛ آيتها
ضبط الحالة المدنية ؛ و مشروع إظهر؛ و محطة الطاقة الشمسية ؛
التي من المتوقع أن يعاينها اليوم في مدينة كيفه.
لكن إن كنت مواليا فكن منصفا أيضا وقل أنّ نظام ولد العبد العزيز في
ظلّه فجّر الحساسيات القبلية و الإثنية وخاصة في مقاطعة كيفه.
وكن صادقا شجاعا إن كنت من المحظوظين بلقاء الرئيس ؛ فاقرع له
جرس الإنذار من إنفجار ثورة عارمة في المستقبل من طرف شباب
مقاطعة كيفه على الواقع السياسي التقليدي ؛ سواء منهم من كان
في صفّ الموالاة أومنهم في صفّ المعارضة .
فجلّ اللوائح اللأنتخابية المنافسة للحزب الحاكم تشترك اليوم في أنّ
قادتها شباب و رجال أعمال و أطر و متمردون على أحزابهم السياسية
أو واقعهم الإجتماعي ؛ بسبب إحساسهم العميق بالتهميش والإقصاء.
هؤلاء الشباب بعضهم جلب المال من الخارج فوجد الغبن في استثماره
بالداخل.
و بعضهم يمتلك الجاه و الشعبية في محيطه لكنّه وجد الغبن في
الأعتبار و الأعتراف بمنزلته من طرف الحزب الحاكم والسلطات
المحلية.
و بعضهم يمتلك الشهادة و الكفاءة لكنّه وجد الغبن في التوظيف و
العمل.
فكن شجاعا أيّها المحظوظ بلقاء الرئيس ؛ وذكّره بأنّ هؤلاء الشباب
يسعهم العدل ؛ فالعدل أساس الملك.
أخوف ما نخافه أن تلتفّ يد الدولة العميقة على طموح على هؤلاء
الشباب وتمنعهم من دخول قبّة البرلمان أو بيت البلدية أو دار الجهوية
؛ و أن لا ترحم فيهم مواليا ولا معارضا ؛ و حينئذ تبقى المناصب
السياسية دولة بين الأغنياء النافذين الجاثمين على صدور هؤلاء
الشباب كما كانت.
سيدي الرئيس إنّ الحساسيات القبلية و الإجتماعية التي تفجّرت في
عهدك وزاد لهبها اليوم ؛ لا بدّ لك أن تئدها بالحكمة ؛ فتسترضي
العمائم و من غضب منهم ?.
و تستلطف بالشباب و من أخفق منهم في هذه الإستحقاقات?.