التحالف في كيفه أنتصار بطعم الهزيمة ؟ / محمد فال ولد حرمه
استطاع التحالف في كيفه أن يجمع معظم المجموعات المشكلة للطيف
القبلي في المقاطعة؛ وكان بمقدور تلك الفسيفساء أن تضيف لونا
جديدا من ألوان مستحدثات التنافس المبهر بعد صهرها في درجة
حرارة متوسطة في فرن الوزارة الأولى مع إضافة بعض التوابل
والبهارات الإفريقية شديدة الحساسية، والتي يبدو أن أصحابها أصيبوا
بزكام مبكر جراء رياح الوئام التي أقتلعت من قبل جذور أشجار كانت
عصية على الانتزاع…
رياح لم يقتصر تأثيرها على إرباك المشهد وتبديد حلم أهل الثراء بقدر ما
كشفت النقاب عن هشاشة ذلك التحالف وعدم قابليته للاستمرار وهو
الذي خسر المعركة من أول وهلة ولم يعد بمقدوره الظفر بأي جولة
مستقبلية.كيف لا. وهو الذي لم يستطع بكل مالديه من فاعل ومفعول
به أن يحول بين المفعول لأجله من البقاء في موقع المخدوم حتى ولو
استدعت مكابرة الحلف إظهار عكس ذلك فإن الخسارة لاتحمل أكثر من
المعنى اللفظي والدلالي للكلمة..
ولعله من المسلم به سياسيا أن العدد 1000 مثلا إذا ضرب في ذاته قد
يعطي نتيجة 0 بينما يمكن للعدد 1 إذا ضرب في ذاته أن يعطي نتيجة
1000 كلام قد لا يروق لأولئك الذين حفظوا جداول الضرب أو القسمة
و”نقلوها” أو نقلت إليهم على شكل كشوف مصرفية لا تخل بقواعد
النقد لكنها لا تساوي نفس قيمتها السياسية .. وللتبسيط أكثر فإن
الرقم 106 _وهو عدد مناديب التحالف لدى القسم _ إذا قسم على 10
مثلا فإنه سيعطي نتيجة أقل بكثير مما سيكون عليه الحال إذا قمنا
بقسمةالعدد93 على 1 مثلا. ولنقم بحساب الأمور بشكل آخر متسائلين
ما الذي خسر هذا التحالف وماذا ربح الطرف الآخر؟
ولن يتطلب الجواب على سؤال كهذا كبير جهد.لقد استطاع طرف سيدي
محمد ولد محمد الراظي وتحت تأثير ضغط التوازن وقوة الحضور الحفاظ
على اسم عائلته من خلال فوز عمه النهاه بمنصب قسم حزب الاتحاد
على مستوى المقاطعة بينما اقتصر نصيب الحلف على فرع البلدية
والذي كان من نصيب أحمدون ولد محمد سعد من مجموعة لقلال.وقد
يخيل للبعض أن حصول الحلف على منصب الأمين الاتحادي للحزب
يمكن احتسابه انتصارا على الطرف الآخر والواقع ليس كذلك تماما فكلا
الطرفان أنساقا لأوامر السيد الأول الداعية لإعادة الثقة بالأمين الاتحادي
أجه ولد المختار ربما حفاظا على بعض التوازنات الأخرى..
يبقى أن نشير إلى أن حصول سيدي محمد ولد محمد الراظي منفردا
على نسبة تفوق 46% تجعل حظه في الحصول على أكثر من نائب
أمر أكثر من وارد اعتبارا لمبدأ النسبية فبمجرد قبوله إعطاء حصة لإحدى
المجموعات ال11 المشكلة للحلف تجعله كفيل بذلك هذا في أسوء
الاحتمالات بالنسبة له أما في أحسنها وهو ما يبدو عليه الواقع فإن
دخول أي طرف منافس آخر على المشهد كفيل بتغيير الأمور لصالحه
دون اللجوء إلى تقديم أي ثمن..
أما الحلف رغم حصوله على نسبة تربو على ال53% فإنه لا يخلو من
بعض أسباب الفرقة إن لم نقل استحالة الانسجام لأسباب عدة منها
ماهو اجتماعي محض ومنها ماهو سياسي واستراتجي.