عن أي نصر نتحدث؟

حينما نسمع البعض هذه الأيام يتلو آيات النصر و يقيم الأفراح نعتقد للوهلة الأولى أن بيت المقدس قد تم تحريره من أيدي الإسرائيلين أو أن الفلسطينيين أعيد إليهم حقهم المسلوب ظلما و عدوانا أو على الأقل أن المسلمين عادوا إلى وحدتهم و تماسكهم مما يبشر بنصر قريب على أعداء الإسلام و المسلمين لكن المؤلم أن الواقع بعيد من ذلك كل البعد فالنصر الذي يتحدث عنه هنا و هناك هو مجرد صراع على مصالح أنانية ضيقة بين مجموعات يبحث كل منها في الغالب عن مصالح تخصه دون غيره لا ناقة و لا جمل للمواطن المسكين فبها إلا أنه يستغل في سبيل تحقيقها.

لقد آن لهؤلاء الباحثين عن مصالحهم الشخصية أن يتقوا الله في هذا المواطن المسكين البريئ و أن يتركوه يختار بنفسه و طبق إرادته من يتولى أمره و من يسير شؤونه بل أن من واجبهم – إذا كانوا فعلا يبحثون عن مصلحة المواطن – أن يقوموا بتوعية هذا المواطن حول حقوقه و واجباته حتى يؤدي ما عليه بكل إخلاص و يأخذ ما له دون نقص و دون اللجوء إلى وجيه أو وسيط أو غيرهما.

محمد محمود العتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى