ما كان متوقعا عند المتتبعين و مستبعدا لدى الفاعلين التقليديين صار ماثلا
للعيان و حقيقة يصعب بلعها لدى البعض.
نتائج القطاع رقم 2 يعتبر ثورة بكلّ المعايير على القوى التقليدية المهيمنة أصلا
على المشهد السياسي .
فمن كان يصدق أنّ عمدة البلدية و وجيه القديمة و فاعلها السياسي لا يجد
في عقر داره سوى خمسين صوت فقط ؛ باللتي و اللتي ؛ ولولاها ما كاد أن يتمّ
نصابها.
من كان يصدق أنّ الوجيه و الشيخ الوقور صغير لا يحصد من مدينته اللتي شاب
فيها سوى خمسين صوتا .
من كان يصدق أنّ العمدة السابق فشل في تنصيب أكثر من ثلاث وحدات .
صدق أو لا تصدق ؛ هذا قد حصل.
لكن الذي سوف يبهرك و يفجر دماغك حين تعرف أنّ ‘‘ جماعة الخير ‘‘ حصدت
ثلاث عشر وحدة ؛ و ما زالت تريد المزيد !.
من هي ‘ جماعة الخير ‘‘ ؟ و كيف صنعت المعجزة ؟ و من يموّلها ؟ و متى ولجت
الحقل السياسي في مدينة القديمة ؟ و لماذا تنتزع جلّ أصوات الوحدات مع
وجود وجهاء أرسخ منها قدما ؛ و رجال أعمال أوفر منها مالا ؛ و ساسة أقوى
منها شوكة ؟.
هذه أسئلة سوف نتركها عالقة الآن .
لكن الذي نجزم به أنّ الخاسر الأكبر من هذه القنبلة الذرية هو مستشار
الرئيس أحمد سالم ولد مرزوك ؛ الذي يعتبر ندّا ل‘‘ جماعة الخير ‘‘ في هذا
القطاع ؛ كما أنّ حلف سيد محمد بعد هذه النتيجة الساحقة سوف يقيم مأتما
على القديمة ؛ و سوف يسحب آخر جندي له ؛ و ذالك تسليما بالهزيمة. ‘‘
جماعة الخير ‘‘ ضمنت فرع هذا القطاع2 ؛ و من وراءه منصب البلدية المقبل ؛ و
إستعجالا و إستنتاجا فإنّنا متيقنين أنّ مرشح الحزب الحاكم لبلدية كيفه في
المستقبل هو بالخير ولد برك ؛ و ننصح أولائك الذين يقتنصون الفرص أن
ينسقوا مع الرجل من الآن . الرجل عنده الأصوات و ثقة النظام و القبول بين
شعبيته ؛ و رغبته الجامحة في دخول معترك سياسة المقاطعة.