باشرت لجان تنصيب وحدات الحزب الحاكم مساء الجمعة بلهف و تعجّل عملها ؛
و قبل الشروع في عملها و من أجل الشفافية ؛ طلبت من جميع الأطراف
المتنافسة أن يقترحوا لها مكان الإنطلاقة ؛ لكنّ الجميع تقاعس و تعذّر بعدم
الجاهزية ؛ و لا تنسوا أنّ الأجتماع كانت فيه عمائم عابر لحدود البلديات ؛ مما
لجأ باللجنة إلى القرعة ؛ اللتي أفرزت حيّ القديمة ؛ و بيئر البركه في بلدية
لكران ؛ و بعده حيّ ( المطلح ) في نفس البلدية.
القاسم المشترك في هذا الفرز هو خلوّه من أيّ مكتب تابع لقوّة تقليدية في
المقاطعة ؛ كما أنّ هذه النقاط الثلاثة التي شرعت فيها اللجان فوهة عصيان
على القوى المسيطرة على المشهد السياسي الآن في البلديتين ؛ فالقديمة
فيها ‘‘جماعة الخير‘‘ ؛ و بيئر البركه فيها ‘‘ الغزوانيين ‘‘ و ( حيّ المطلح ) فيه
العمدة السابق الذي يحاول جاهدا أن يسترجع ملكه.
هناك أكثر من قراءة لهذه ( الصدفة ) : فمن خلال هذه الصدفة تحاول القوى
المهيمنة أن تجعلها بالون أختبار لهؤلاء ؛ وما مدى حظوظهم و درجة إنغراسهم
في الحقل السياسي من خلال ما سوف يجنوه من وحدات .
كذالك هذه ( الصدفة ) تعطيهم متسعا زمنيا من أجل قراءة سلوك اللجان و
كيفية التعامل معها في حالة أنّهم إستعصوا على التزوير الذي دبغ عيه عليه
اللاعبين التقليديين ؛ و صار بالنسبة لهم ( أكسجين الحياة) السياسية؛
فيعرفون بها الطعَم الذي يغريهم ؛ و اليد اللتي تعميهم.
نقول أنّ ‘‘ جماعة الخير ‘‘ و ‘‘ الغزوانيين ‘‘ قد خيّبوا الظنّ لخصومهم ؛ و زادوهم
غمّا و رهقا من خلال حصادهم في اليومين الماضيين ؛ أمّا حلف العمدة السابق
ألمين فقد شمّر و أظهر الأستعداد للمبارزة ؛ لكنّه ما زال يحتاج إلى شحذ سيفه
أكثر من أجل أن يكون بتارا.
و من دون شكّ فإنّ ‘‘الغزوايين ‘‘ و رئيس ‘‘ جماعة الخير‘‘ في هذه الأيام سوف
يصابان بالصداع بسب كثرة الباحثين عن ‘‘ فحول ‘‘ حملة الأنتساب ؛ لأنّهم هم
وحدهم من سوف يصنع الحدث في المستقبل في المقاطعة.
و يبقى السؤال المحيّر هل هيّ مكيدة سياسية دبّرت لهؤلاء أم أنّها الصدفة؟.
بالنسبة لرأي ‘‘ وطني ‘‘ فإنّه يعتبر من الغباء السياسي و البلادة من يعتبر أنّ السياسة فيها صدفة.