كان بعض أنصار الوزيرة سابقا و الذين قرروا الرحيل إلى منافسها عبد الله ولد
سيد يحي يستعدون للحظة التي سوف يأمرهم فيها وجيههم الجديد بالذهاب
إلى لجنة الحزب من أجل تنصيب وحداتهم و إعلان الولاء له.
كان هؤلاء الأنصار السابقين يهدفون من هذا الإجراء إظهار غضبهم و سخطهم
على الوزيرة و رفضهم لها .
لكن بسبب مكيدة سياسية محمكمة من طرف جناح الوزيرة إستطاعت بها
السيطرة على ولاء هؤلاء في لمح البصر و مسارعتهم طواعية في تنصيب
وحداتهم لها من دون أن يشعروا بالمكيدة إلّا بعد فوات الأوان.
كان هؤلاء في الصباح الباكر من يوم السبت على موعد مع رسالة فحواها ‘‘
العلامة عبد الله ولد بيّ ينتظركم اليوم عند القرد‘‘ .
فطفق هؤلاء يتسابقون إلى هذه القرية من أجل الحظوة بلقاء هذا العلامة
النادر زيارته لهذه المنطقة.
و قد كانت المفاجأة بالنسبة إليهم حين وجدوا انّ لجنة الحزب في
القرية تنتظرهم من أجل التنصيب ؛ فجاروها حياء بالتنصيب لصالح الوزيرة ظنّا
منهم أنّ العلامة فعلا موجود ؛ و لعلّه أن يكون قد أحبّ مساعدة الوزيرة بجذب
بعض الوحدات إليها ؛ هكذا خطر على بالهم ؛ و عللوا ذالك بسبب تأخير العلامة
للقائهم .
لكن كانت الصدمة الغير المتوقعة حين عرفوا أنّ خبر رسالة العلامة غير
صحيح ؛ و مجيئه إلى قرية ‘‘القرد ‘‘ كانت مكيدة محمكمة نفذها جناح الوزيرة
من أجل إستدراج وحدات المغاضبين لها و الإستحواذ عليها.