إستخراج فسفات ‘‘ بوفال ‘‘ الموريتاني القصة الكاملة المثيرة
يقع منجم الفوسفات الموريتاني فى منطقة بوفال- لبيرة بولايتي لبراكنه
وكوركول على مسافة 22 كلم من مقاطعة بابابي، احتياطات المنجم
بحوالي 150 مليون طن، ويكتسى المنجم أهميته الدولية بزيادة الطلب على
الفوسفات فى الاسواق الدولية لاستخدامه يشكل أساسي فى الأسمدة الزراعية.
بدا اهتمام الحكومة الموريتانية باستغلال فوسفات بوفال فى 2002 ومنحت
الرخصة رقم 29 لاستغلال الفوسفات في منطقة بوفال-لبيره (ولايتي غورغول
ولبراكنة) لشركة الفوسفات الموريتانية (سوفوسما). وقد تأسست
هذه الشركة فى يناير 2002 كثمرة لشراكة بين احدى شركات مجموعة اهل
عبد الله (SIPIA) والشركة الالمانية (MAN Ferrostaal)، وبعد شهر من
تأسيسها أطلقت دراسة لجدوائية المشروع نفذتها مكاتب دراسات دولية. كما
تم إجراء مسوح للمنطقة وحفر مجموعة من الآبار (60 بئرا) ونقل عينات من
الفوسفات (60 طن) لفحصه في جنوب إفريقيا وألمانيا.
وفي شهر مايو 2002 طلبت وزارة المعادن من الشركة أن تأخذ في الاعتبار
ضرورة بناء سكة حديدية لنقل المنجم إلى ميناء نواكشوط حيث سيتم تصديره.
ووقعت الشركة مع الحكومة اتفاقية تنفيذ دراسة السكة في مايو 2003، ومع
أن الدراسة انتهت شهر أكتوبر 2004 إلا أنها لم تقدم من طرف الحكومة لشركة
اسنيم –ذات التجربة في الميدان- لأخذ رأيها إلا بعد سنة أي في أكتوبر 2005.
وفي مايو 2006 تسلمت الحكومة الدراسة في نسختها النهائية وتعهدت
بالبحث لها عن ممول.
وفى اغسطس 2017 وقعت الحكومة الموريتانية مذكرة تفاهم مع تكتل شركات
صينية وسودانية (دان فوديو السودانية وترانستك الصينية) لبناء سكة حديدية
تربط بين منجم بوفال وميناء نواكشوط بطول 430 كلم وبتكلفة 620 مليون
دولار. غير ان هذا المشروع توقف بسرعة وانسحب الصينيون والسودانيون
لأسباب غامضة حتى قبل وضع حجر الأساس للسكة الحديدية.
وتضافرت مجموعة عوامل اخرى لتعرقل مشروع استغلال الفوسفات فى
بوفال، ويتعلق الأمر أساسا بالأزمة المالية العالمية بالإضافة إلى هبوط أسعار
الفوسفات على المستوى العالمي. ونتيجة لهذه العوامل قررت شركة روسية
كانت متعاقدة مع “سوفوسما” الانسحاب من المشروع تاركة الشريكين
الموريتاني والألماني لمصيرهما المحزن: العودة لمربع البداية.
وأمام تأخر انطلاقة الأشغال وعدم القناعة بالظروف التي تتعلل بها مجموعة
اهل عبد الله وشركاءها الألمان، بدأ صبر الحكومة الموريتانية ينفد لتقرر في
النهاية سحب الرخصة منهما يوم 23 ابريل 2010 وهو القرار الذي بررته
الحكومة حينها بان شركة “سوفوسما” لم تقم بأي من التزاماتها منذ 2002 من
حيث عمليات التنقيب والاستخراج، ولم تدفع خلال هذه السنوات الضرائب
والرسوم المترتبة علي منحها الرخصة، ولم تقدم تقارير دورية عن تطور
أنشطتها لأنها لم تقم ميدانيا بأية أعمال استكشافية، وبان القانون المنجمي
يتضمن هذا الإجراء العقابي الردعي عند انقضاء فترة 24 شهرا المحددة فى
الرخصة كاجل أقصى لبدء استخراج المعدن.
بعد شهرين من سحب الرخصة من مجموعة اهل عبد الله، أعطى مجلس
الوزراء فى شهر يونيو 2010 رخصة استغلال فوسفات بوفال للشركة الوطنية
للصناعة والمناجم (اسنيم).
الهنود.. والسعوديون..!
لم تمضى أشهر على منح الرخصة لشركة اسنيم حتى دخل على الخط رجال
اعمال هنود عن طريق وسطاء موريتانيين نافذين للحصول على امتياز استغلال
منجم فوسفات بوفال لصالح الشركة الهندية IFFCO وهو ما نجح فيه الوسطاء
حيث سحب مجلس الوزراء فى نهاية شهر أكتوبر 2010 الرخصة من شركة
اسنيم رغم ان القانون. يمنحها فترة 24 شهرا قبل ان تبدأ فى استغلال المنجم
ولَم يمضى على منحها الرخصة ستة أشهر .