الحزب الحاكم أم حزب الرئيس

محمد محمود العتيق

 

لماذا يربط الحزب الحاكم في بلدنا دوما نشاطاته المختلفة بهذا الرئيس أو ذاك ؟ لماذا عمرالحزب الحاكم يرتبط دوما في بلدنا بعمر الرئيس في السلطة؟ لماذا لا يكون هذا الحزب كباقي الأحزاب القوية و المتماسكة في بعض دول العالم و التي لا يرتبط وجودها بحكم هذا الرئيس أو ذاك؟

من المعلوم أن الدستور في بلدنا ينص صراحة على أن الرئيس حين يتم انتخابه يصبح بقوة القانون رئيسا للجميع موالاة ، و معارضة و غيرهما صحيح أن له أغلبية تسانده في تنفيذ برنامجه الذي كان من المفترض أن يكون قد انتخب على أساسه و له الحق في أن يعين من هذه الأغلبية في المناصب السياسية خاصة من يراه أهلا لذلك لكن لا يعني ذلك أن تحاول هذه الأغلبية الاستئثار بهذا الرئيس و من خلاله بمقدرات الدولة و إمكاناتها و لا هو يجوز له شرعا و لا قانونا أن يسخر إمكانيات الدولة في خدمة هذه الأغلبية دون غيرها من مكونات هذا الشعب.

الواقع أن الذي يحدث في بلدنا – و ربما في بلدان أخرى- أن الرئيس عندما يصل إلى السلطة سواء بانتخاب أو بانقلاب تتجمهور حوله زمرة من المفسدين – في أغلبهم – همهم الوحيد هو حجب الحقائق و تزييف الواقع فيصبح الرئيس رهينة بين رغبته في البقاء في المنصب و أهبهته و رغبة المفسدين في الاستفادة أكثر فأكثر لذلك تلعب ثنائية الشعبية الزائفة و الشرعية المزعومة دورها في تكريس الواقع المتدهور للمواطن المسكين.

في هذا الخضم يتشكل ما يسمى بالحزب الحاكم أو حزب الرئيس و هو يقوم على أسس هشة من المصالح الخاصة و الضيقة الجهوية ،و القبلية ، الفئوية و الأنانية …. لذا يتغير اسم هذا الحزب دون تغير في أصحابه حين يتغير الرئيس لأن الولاء حقيقة هو لشخص الرئيس و ليس للحزب.

إن الأدلة على ما ذكرته هنا كثيرة و معلومة للقاصي و الداني منذ حزب الشعب مرورا بالهياكل فالحزب الجمهوري فعادل فالإتحاد …

و لكي لا يكون ما أقوله كلاما يلقى جزافا فأنا أتحدى الحزب الحاكم حاليا أن يقيم نشاطاته بمعزل عن الدعاية باسم الرئيس حتى يثبت للجميع عكس ما قلته؟ لكنني واثق من أن هذا الحزب لم و لن يفعل ذلك خشية الوقوع في المحظور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى