من طرف أهل اليمن

يقول راوي القصة  :

 هذه  القصة التي سأحكيها لكم حقيقية وقد وقعت في أحد المساجد بالحي الذي نسكن فيه.

 فقد تُوفي رجل كبير السن تسكن أسرته غير بعيد من بيتنا وقد حملوا جنازته إلى المسجد القريب ,حيث غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ثم حملوه في تابوت من المسجد إلى المقبرة ودفنوه هناك وعادوا بالتابوت فوجدوا المسجد مغلقا لأن الوقت كان متأخرا فوضعوا التابوت عند بوابة المسجد حتى يأتي المؤذن فجرا فيراه ويعيده إلى مكانه ثم انصرفوا.

 وبعد انصرافهم بقليل جاء رجل إلى المسجد يريد الصلاة والعبادة فيه ,وكانت الساعة حوالي الثالثة والنصف فجرا ,فوجده مغلقا وانتظر أمام البوابة قليلا لكن لم يأت أحد ,وكان البرد شديدا في الخارج ,فقام  بفتح التابوت ودخل فيه حتى يقيَه من البرد لكنه نام.

 وبعد نصف ساعة تقريبا وصل المؤذن وفتح باب المسجد وحمل التابوت وأعاده لمكانه عند المحراب بمساعدة احد المصلين ,ورغم ثقل التابوت لكنهم لم يركزوا ولم ينتبهوا فما زالت بقايا النوم مسيطرة عليهم.

أُذِّنَ لصلاة الفجر وحضر عدد يقارب الخمسين من المصلين ,ثم أقيمت الصلاة ,وكنت من بين الموجودين في الصف الاول ـ يقول راوي القصة ـ ثم كبر الامام ودخلنا في الصلاة ,وفي الركعة الثانية لاحظت أن التابوت يتحرك ,فقلت في نفسي : هذا غير معقول ,ومسحت عيوني  وأغمضتهم وفتحتهم وقلتُ لعلني أتوهم  ,لكن سقف التابوت بدأ يتحرك أمام المصلين !!!!

هنا بدأت الوساوس والخوف والقلق ينتابني ..

وما هي الا ثوانٍ حتى فتح الرجل غطاء التابوت وأخرج رأسه وقال : إنا لله وإنا اليه راجعون , هل فاتتني الصلاة؟ ..

  ووالله لو رأيتم منظر المصلين وهم يتدافعون ويدوس بعضهم على بعض لضحكتم كثيرا ,وكنت من أول الفارين إلى بيتنا ولم أعرف أنني ركضت مسافة كيلو متر حافي القدمين بدون حذاء.

 وقد أغمي على إمامنا في المحراب وسقط على الارض ,أما البقية فمنهم من ارتطم رأسه في الجدار  ومنهم من خرج حافيا مثلي , ومنهم من سقط عند مكان الوضوء في الخارج

,ولم يبق أحد في المسجد  الا الامام مغمىً عليه  ،فالكل هرب وأسلم سيقانه للريح.

 لكن ما يزيد الموقف ضحكا هو أن الرجل الذي خرج من التابوت هرب مع مَن هرب ولحق بهم وهو يصيح بأعلى : ماذا حدث ,هل قامت القيامة  ولم توقظوني لأصلي الفجر معكم؟ دون أن يعرف أنه هو السبب في كل الفوضى التي حصلت بالمسجد , وكان كل إنسان يتجه إليه ليسأله عما حدث يفر منه بعيدا ظنا منه أنه ميّت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى