لكي لا نسأل هذه الأسئلة الغير بسيطة؟/د. أحمد ماهر

لما عندما درسنا الدين الإسلامي في المدارس حفظنا تعريف الإسلام على أنه

الأركان الخمسة، ولم يعرف على أنه تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب

العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا

والآخرة؟

لما قالوا لنا أن الدين عقيدة وفقه ومعاملات ولم يقولوا لنا أن الدين هو الطريقة

أي منهج الحياة وأن تشريعاته ينبغي أن تعرف ليعمل بها تابعوه؟ “ما كان ليأخذ

أخاه في دين الملك

لما قالوا لنا أن دراسة العقيدة مهمة جداً مع أن العقيدة تتماشى مع الفطرة

وتهنا في تعريفات عقدية علمية عن أنواع التوحيد وأنواع الشرك ولم يعلمونا

تطبيق العقيدة في حياتنا؟ فلم يقولوا لنا أن عدم قول الحق والخوف من

المسؤول وعدم نصرة الضعيف والخوف من ضياع الرزق كل هذا هو خلل في

العقيدة لأنك أشركت مع الله غيره من البشر فجبنت.

لما قالوا لنا أن العبادة هي الهدف وليست الوسيلة؟ لم يقولوا أن الاستخلاف

في الأرض هو الهدف بمعنى عمارتها ونشر العدل فيها وتطبيق روح الإسلام

بين ساكنيها، والذي يتحقق بفهم أن العبادة هي في كل أفعال الحياة!

لما قالوا لنا أن أهم شيء في الإسلام هو العلم الشرعي ولم يقولوا لنا أن

الإسلام دين الحركة والعمل؟

لما عندما استعمل المشايخ هذا الحديث: (خالفوا اليهود والنصارى، أعفوا

اللحى وأحفوا الشوارب)، لم يعلمونا أن علينا أن نخالف اليهود والنصارى في

نظمنا لكي لا نكون تبعاً (مفعولاً به) بدل من نكون فاعلين وليس فقط في

مظهرنا الذي يظهر التبعية؟

لما استعمل الحديث: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة .. ) في

المظاهر الخارجية وليس في الثقافة والنظم التي تؤدي إلى الاستقلال التي

نحقق بها مراد الله من خلقنا على الأرض؟

لما قالوا لنا أن المظهر مهم كالجوهر ولم يعلمونا كيف يكون الجوهر الذي

ينشيء الإنسان الفعال في الحياة؟

لما تركز معظم كلام المشايخ الذين ظهروا في الإعلام الديني على أحكام

فقهية وموضوعات غير حياتية أي لا ترتبط بإيقاع الحياة؟

لما لم يدرك هؤلاء المشايخ وكذلك المحبون لهم أن الرسل كذبوا وحوربوا

ومحمد صلى الله عليه وسلم حوصر وجرى وراءه السفهاء من أجل دين يغير

العالم وليس من أجل موضوعات فقهية وأخلاقية؟

لما لا نعرف أسماء العلماء والمفكرين الإسلاميين ونعرف أسماء المشايخ الذين

علمونا الدين الذي ذكرته في الأسئلة السابقة؟

لما سمحت الأنظمة الشمولية العربية بهذا النوع من الدين ولم تسمح بغيره؟

 

وأخيراً هل قالوا لنا أن لحوم العلماء مسمومة فحجروا على عقولنا ولم يقولوا لنا

أن العلماء بشر وأن الإسلام جاء لتحرير العقل لكي لا نسأل هذه الأسئلة الغير

بسيطة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى