ترجمة كاملة لمقابلة ولد عبد العزيز مع Jeune Afrique
عن موقع “الصحراء”
نشرت صحيفة Jeune Afrique مقابلة أجرتها مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل حوالي أسبوعين، ونشرت الصحيفة في عددها الورقي الصادر أمس الأحد في باريس المقابلة على أن ترفعها على موقعها الالكتروني في وقت لاحق.
وقد تحدث الرئيس ولد عبد العزيز في المقابلة عن المأمورية الثالثة و مواصفات الرئيس القادم، إضافة للمعارضين في الخارج و خصوصا ولد بوعماتو و ولد الإمام الشافعي كما تناولت المقابلة العلاقة مع الجارتين المملكة المغربية والسنغال معرجة على منطقة الساحل والصحراء والقوة المشتركة والدور الموريتاني في ذلك و هو ما ننشره وفق المحاور التالية:
المأمورية الثالثة و الرئيس القادم:
جدّد الرئيس محمد ولد عبد العزيز –في هذه المقابلة- تأكيده عدم ترشحه لولاية جديدة وفق ما ينص عليه الدستور، مضيفا أن الدستور تم تعديله مؤخرا دون المساس بالمادة التي تحدد عدد الولايات الرئاسية كما أنه لن يتم المساس بها مستقبلا على حد تعبيره.
و أكد ولد عبد العزيز انه سيدعم أحد المرشحين للرئاسيات المقبلة سيكشف عنه في المستقبل.
وعند سؤاله عما إذا كان سيدعم قائد أركان الجيش محمد ولد الغزواني للترشح، قال ولد عبد العزيز: لديّ علاقات ممتازة مع ولد الغزواني منذ ثلاثين سنة وأنا أثق به كما أثق بكل الذين يعملون معي لتنمية البلاد. حسب تعبيره.
و حدد ولد عبد العزيز بعض مواصفات الرئيس القادم الذي سيخلفه عند انتهاء مأموريته الحالية قائلا إن اختيار من سيخلفه في الرئاسة هو أمر صعب، مضيفا أنه يتمنى أن يكون شخصا قادرا على مواصلة الإنجازات التي تحقّقت والإتيان بالأفضل، مضيفا “يجب أن يواصل تعزيز الوحدة والاستقرار والأمن ويركز على التنمية”. وفق تعبيره.
المعارضة في الخارج (بوعماتو و الشافعي):
كما تحدث ولد عبد العزيز عن مسار علاقته برجل الأعمال المقيم في المنفى محمد ولد بوعماتو حيث اعترف بتلقيه تمويلا لحملته الانتخابية سنة 2009 ،لكنه أضاف متسائلا: لماذا غادر البلاد وهو الذي كان يعيش مرتاحا في ظل النظام السابق لمدة 20 عاما؟
وواصل قائلا “لم يكن أن نزعجه علاوة على أنه دعمنا لكننا مع ذلك كنا ملزمين بوعودنا للناخبين بتحسين الأوضاع التي لا يمكن أن تتحسن في ظل استمرار الفوضى” ، مضيفا “عندما بدأنا بمراجعة وتدقيق ممارسته خصوصا في الجانب الضريبي غادر البلاد بسرعة” وفق تعبيره.
وقال “إن هناك رجال أعمال كانوا ينهبون البلاد وهم من موّل الجيش عندما كانت البلاد مهدّدة و ذلك هو سبب الانقلاب..
وفي رده على سؤال عن سبب قبوله لتمويل ولد بوعماتو وهو يعرف أنه مفسد، قال: “لقد كان ذلك تقليدا متبعا ولم أقبل أي تمويل مشروط بأن أسمح باستمرار نهب البلاد ولم أوقع عقدا معه، لقد كنت واضحا مع رجال الأعمال فقد اجتمعت بهم وقلت لهم إن أوضاع البلاد ستتغير بعد انتخابي وكنت واضحا معهم لأني لا يمكن أن أقول شيئا وأعمل على خلافه “على حد وصفه.
و أكد ولد عبد العزيز أن منظمة “شيربا” ممولة بالكامل من طرف ولد بوعمّاتو وأنهم لديهم منجما من المعلومات حولها حسب تعبيره.
وأضاف في هذا الإطار أن المنظمة تقول إنها تحقق في الأموال المكتسبة بشكل غير شرعي، بينما هي لا تزيد على نشر اتهامات غير مؤسسة على حد تعبيره.
و قال إن ولد بوعماتو لم يكن يتحدث عن موريتانيا قبل 2008 ليتحول بشكل مفاجئ إلى انتقاد البلد وفق تعبيره.،معترفا بأن موريتانيا هي من طلبت من المغرب طرد ولد بوعماتو من أراضيها وفق ما جاء في المقابلة.
و عن علاقته برجل الأعمال المعارض المصطفى ولد الامام الشافعي قال ولد عبد العزيز إن الأخير على علاقة بالمنظمات الإرهابية، معتبرا أن الأمر معروف لدى جميع أجهزة الاستخبارات على حد قوله.
وأضاف فولد عبد العزيز إن تلك العلاقة هي مبرر إصدار موريتانيا مذكرة توقيف دولية في حق ولد الشافعي منذ سنة 2011 لكنّ كثيرا من الدول للأسف لم تتابعه لأنها تستفيد منه في الإفراج عن رهائنها مقابل دفع الأموال التي تتسلح بها هذه المنظمات لتعتقل رهائن جدد وتستمر الدائرة الجهنّمية وفق تعبيره.
المعارضة في الداخل (الحوار وولد غده وتواصل):
رفض الرئيس محمد ولد عبد العزيز –في هذه المقابلة- إجراء حوار جديد مع المعارضة، قائلا “نحن لم نغلق الباب لكننا لن ننظم حوارا بعد حوار، فأنا لا أريد أن أقضي ولايتيّ في إجراء حوارات فأنا بحاجة إلى أعمل وأبني وأنفذ برنامجي” حسب تعبيره.
وبخصوص ملف ولد غده قال ولد عبد العزيز إن الأمم المتحدة أرسلت لهم رسالة وقد ردوا عليها بكل التفاصيل الخاصة بالقضية، نافيا أن يكون الشيخ السابق في حالة حبس تحكمي بل هو من بين يدي القضاء الذي لديه الكثير من العناصر المادية التي تجعله يستمر في احتجازه، ودعا ولد عبد العزيز إلى الاطلاع عن قرب على القضايا قبل إطلاق الأحكام من على بعد آلاف الأميال” حسب تعبيره.
و في رد له على سؤال حول سبب صعود حزب تواصل الإسلامي قال ولد عبد العزيز: “الطبيعة تخشى الفراغ، وعندما يكون هناك متقدم وحيد فمن الطبيعي أن يشغل الموقع”. ، فعندما قاطعت المعارضة نيابيات 2013 كان حزب تواصل هو المترشح الوحيد ليملأ مكان المعارضة في ظرفية خاصّة. وهذه السنة نحن أمام انتخابات جديدة ولا نعرف من سيقاطع كذلك. على حد وصفه.
العلاقات مع المغرب وبعض الدول العربية:
اعترف ولد عبد العزيز بتحسن العلاقة مع المغرب قائلا إن علاقات موريتانيا مع جاره الشمالي عرفت صعودا وهبوطا خلال الفترة الماضية لكنها الآن تحسّنت وهدفنا تعزيزها أكثر، مضيفا أنه لا توجد حاليا زيارة مبرمجة للملك محمد السادس إلى موريتانيا.
وقال ولد عبد العزيز إن نزاع الصحراء تسبب في الكثير من المشاكل للمنطقة خصوصا أنه أعاق اتحاد المغرب العربي، وعدم التغلب عليه هو ما يعيق المنطقة عن اللحاق بباقي مناطق إفريقيا التي تقدمت، مؤكدا أن الحل يتطلب تضحيات كبيرة من الطرفين وأن تكون هناك إرادة سياسية للحل، وقال إن اتحاد المغرب العربي يظل حلما وأن عدم بنائه يعد فشلا كبيرا، مضيفا أنه على ثقة من أنّ الأجيال القادمة ستبنيه بلا شك.
و عن العلاقات التي تربط موريتانيا ببعض الدول العربية قال ولد عبد العزيز إن بلاده تتمتع بعلاقات قويّة مع السعودية والإمارات وكذلك مع إيران وسوريا رغم الوضعية الحالية على حد تعبيره.
و أضاف ولد عبد العزيز إن بلاده تربطها علاقات مع كل الدول العربية باستثناء قطر التي قال إن قطع العلاقات معها قرار نهائي في الوقت الحالي، مؤكدا أن القرار بهذا الخصوص كان قرارا سياديا لأننا نعتقد أن تصرفات عدد من هياكل الدولة القطرية يسبب الكثير من المتاعب، على حد تعبيره. مشيرا إلى انه عندما تعود الأمور إلى طبيعتها فإننا سنكون أول من يعيد العلاقة معها.
مجموعة الخمسة للساحل و القوة المشتركة:
قال الرئيس محمد ولد عبد العزيز إن مجموعة الخمسة للساحل، ليست حلما بل واقعا، فهي-يضيف- مجموعة من الدول التي تواجه نفس التحديات ولديها مصلحة في التوحد لمواجهة التصحر وانعدام الأمن والإرهاب، بالإضافة إلى مشكلات التعليم والبنية التحتية والطاقة والصحة.
وقال ولد عبد العزيز إن الأمر يتطلب رؤية بعيدة المدى، حيث نعمل على إنشاء شركة طيران موحدة وكذلك عدة مدارس عليا، لكننا لا يمكن أن نعمل على التنمية الاقتصادية قبل أن نحقق الأمن الذي عندما يتحقق فسوف تتحسّن الأوضاع، هي معركة طويلة تتطلب دعما ماليا وسياسيا من طرف شركاءنا على حد تعبيره.
وأثنى ولد عبد العزيز على الدور الفرنسي في المجموعة قائلا: ألتقي بانتظام مع ماكرون، وقد دفع القوة المشتركة في الساحل إلى الأمام. ولدينا نفس الرؤية خصوصا ما يتعلق بالإرهاب وكونه التهديد الأول للمنطقة التي تختزن ثروات معدنية كبيرة ولا يمكن استقدام المستثمرين لاستغلالها بسب انعدام الأمن. لقد أنقذت فرنسا وحدة مالي بل إنها أكثر من ذلك جلبت الأمن للمنطقة كلها. وأضاف: نحن ممتنون لذلك ونكرره لأنها حقيقة حتى ولو كان الأمر يزعج البعض في المنطقة الذين لا يريدون تدخل القوة الاستعمارية السابقة. مؤكدا أن المجموعة لا يمكن أن ترفض أيّ دعم من الأصدقاء والأشقاء وخصوصا إذا كان من الجزائر.
العلاقات الموريتانية السنغالية:
قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن موريتانيا لا تبحث عن المشكلات مع جيرانها بل تسعى لتحقيق السلام والاستقرار والأمن للمنطقة ولموريتانيا خاصّة. لكنه أضاف أن هناك مشكلات ستحدث في المستقبل والسلاح الوحيد للقضاء عليها هو الحوار على حد تعبيره.
ورفض ولد عبد العزيز وصف السنغال بأنها قاعدة خلفية للمعارضين الموريتانيين قائلا إن الحريات بجميع أنواعها مكفولة في موريتانيا ولا يوجد سجين سياسي واحد، فمن يوجدون بالسنغال إنما يوجدون هناك بناء على قرار شخصي منهم ويمكنهم العودة متى ما أرادوا ذلك دون قلق. وقال إنه يتقاسم مع الرئيس ماكي صال مسؤولية تحقيق التقارب بين البلدين، مضيفا أن التوقيع على اتفاق استغلال الغاز جاء بعد مسار ولم يحدث فجأة.
ملف ولد امخيطير:
في ردّه على سؤال عن اعتماد الحكومة لقانون يشدد عقوبة الردة قال ولد عبد العزيز إن 90 بالمائة من الموريتانيين نزلوا إلى الشوارع مطالبين بتطبيق العدالة في قضية ولد امخيطير والحكومة استجابت لهم وعدّلت القانون. مضيفا: نحن لسنا ملزمين بالاقتداء بالآخرين في الخارج إذا كان ذلك يضر باستقرار ومصالح بلدنا.
وقال ولد عبد العزيز إن الموريتانيين مسلمون 100 بالمائة لكن إسلامهم إسلام معتدل بعيدا عن التطرف. حسب تعبيره