محطات مثيرة في حياة رجب طيب أوردغان ؛ التقرير التالي يجمعها

رجب طيب أردوغان (بالتركية: Recep Tayyip Erdoğan)‏

(ولد في 26 فبراير 1954)، هو رئيس جمهورية تركيا الثاني عشر والحالي

منذ 28 أغسطس 2014م، ويعد أول رئيس تركي اختاره الشعب بطريق الاقتراع

المباشر، ورئيس وزراء تركيا من مارس 2003 حتى أغسطس2014 وقبل هذا

كان عمدة مدينة إسطنبول التركية من 1994م إلى1998م. ورئيس حزب العدالة

والتنمية الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي.[1]

كان أردوغان لاعب كرة قدم شبه محترف بين عامي 1969م – 1982موكان يلعب

لصالح نادي قاسم باشا وذلك قبل أن يتم انتخابه عمدةً لبلدية

مدينة إسطنبول من قبل حزب الرفاه الإسلامي في عام 1994م.[2] وفي

عام 1998م اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية وتم ايقافه من

منصبه وحكم عليه بالسجن لمدة 10 أشهر بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي

أثناء القائه خطاباً في مدينة سعرد.[3]

النشأة والتعليم

ولد في 26 فبراير 1954 في إسطنبول. تعود أصوله لمدينةطرابزون[4]، أمضى

طفولته المبكرة في محافظة ريزة على البحر الأسودثم عاد مرة أخرى

إلى إسطنبول وعمرهُ 13 عاماً.[5] نشأ أردوغان فيأسرة فقيرة فقد قال

في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: “لم يكن

أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي

أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي

فقيرًا” [6].

درس في مدارس “إمام خطيب” الإسلامية الدينية، ثم تخرج من

كليةالاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة.

الحياة السياسية

انضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية

السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع

الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلىتركيا وعاد نشاط أردوغان

من خلال حزب الرفاه، خاصةً في محافظةإسطنبول.

في عام 1989 دخل حزب الرفاه الانتخابات البلدية، وبدأ يحقق نتائج جيدة، وقد

ترشح أردوغان في بلدية باي أوغلو“سنة، نظرا لديناميته وحيويته وقدرته

الفائقة على التحرك، وهدم الحواجز التي كان يضعها أعضاء الحزب بينهم وبين

الشعب. لكنه خسر تلك الانتخابات، وبحلول عام 1994 رشح حزب

الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه

الانتخابات خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من

المقاعد.[7]

تأسيس حزب العدالة والتنمية

عام 1998 اتهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت

فيسجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات

العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري [8] يقول فيه:

 

مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا

[ 

لم تثنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي بل نبهته

هذه القضية إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان الأبدي من

السير في الطريق السياسي كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان، فاغتنم

فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله

غول وتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001.[8] ومنذ البداية أراد أردوغان أن

يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الحزبية والفكرية مع أربكان

وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن حزب

العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال “سنتبع سياسة واضحة ونشطة

من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمهأتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر

والمعاصر في إطار القيم الإسلاميةالتي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا.[10]

 

توليه رئاسة الوزارة

رجب طيب أردوغان، فلاديمير بوتين وسيلفيو برلسكوني (17 نوفمبر 2005 في

سامسون).

خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وفاز منه 363 نائبا

مشكلا بذلك أغلبية ساحقة، لكن لم يستطع أردوغان ترأسحكومته بسبب

تبعات سجنه وقام بتلك المهمة عبد الله غول. وتمكن في مارس عام 2003، من

تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.

 

بعد توليه رئاسة الوزراء، عمل على الاستقرار والأمن

السياسيوالاقتصادي والاجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد

عداءتاريخي، وكذلك فعل مع اليونان، وفتح جسورا بينه وبين أذربيجان وبقية

الجمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا وفتح الحدود

مع عدد من الدول العربية ورفع تأشيرة الدخول، وفتح

أبوابااقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا مع عدد من البلدان العالمية، وأصبحت

مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2009، ولقد أعاد لمدن

وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا

بالخطبة باللغة الكردية.[11]

السياسة الخارجية

أردوغان وحرب غزة 2009

كان موقف أردوغان موقفًا “حازمًا” ضد خرق إسرائيل للمعاهدات الدولية وقتلها

للمدنيين أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة (ديسمبر 2010)، فقد قام بجولة

في الشرق الأوسط تحدث فيها إلى قادة الدول بشأن تلك القضية، وكان تفاعله

واضحاً مما أقلقإسرائيل ووضع تركيا في موضع النقد أمام إسرائيل، وقال رجب

أردوغان “إني متعاطف مع أهل غزة“.

مؤتمر دافوس 2009

أردوغان يغادر مؤتمر دافوس غاضبا 2009

في 29 من يناير غادر أردوغان منصة مؤتمر دافوس احتجاجًا على عدم إعطائه

الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأنالحرب على

غزة.[12] بعد أن دافع الرئيس الإسرائيلي عن إسرائيل وهاجمحماس وتكلم عن

موضوع صواريخ القسام التي تطلق على المستوطنات وتساءل بصوت مرتفع

وهو يشير بإصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو أن الصواريخ أُطلقت

على إسطنبول كل ليلة، وقال أيضاً “إسرائيل لا تريد إطلاق النار على أحد

لكن حماس لم تترك لنا خياراً”.[13] رد أردوغان على أقوال بيريس بعنف وقال:

إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي

يثبت أنك مذنب. وتابع: إنالجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة،

ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن

دبابتهم.[14] ولم يترك مدير الجلسة الفرصة لأردوغان حتى يكمل رده على

بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة

قائلا “شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم

للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب”، وأضاف

أردوغان في المؤتمر الذي عقد بعد الجلسة إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى

كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير

أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة.[15]

احتشد الآلاف ليلاً لاستقبال رجب طيب أردوغان بعد ساعات من مغادرة مؤتمر

دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها “مرحبا

بعودة المنتصر في دافوس” و”أهلا وسهلا بزعيم العالم”.[16] وعلقت حماس

على الحادث بالقول “على الحكام العرب ان يقتدوا به”.

جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام

منحته السعودية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 – 1430 هـ). وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها في ذلك الوقت ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيزاختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، “ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينةإسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً”. وقد تم منحه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 1431/3/23 هـ [17].

ويكيديا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى